____ مصر المحروسة ____
الشاعرة نضال العزاوي
____ مصر المحروسة ____
لحنُ النوارِسِ قربَ البحرِ يُشجيني
فيخفِقُ القلبُ في آهاتِ مَحزونِ
معلومة تهمك
يامصرُ جئتُكِ من بغدادَ يَحمِلُني
شوقٌ من القلبِ لايَفنى ويَفنيني
حيو معي الشعرَ إذ جادت قرائِحُنا
عطراً من الأحرفِ العُليا المضامينِ
جئنا وريحُ الصَبا بالأَمسِ تَحمِلُنا
لنرسُمَ الحُبَّ في سيلِ التلاحينِ
كم كان في صِغَري حلمٌ يراودُني
أنّي أكونُ هنا والنيلُ يرويني
في ضفَّتيهِ حمامُ الدَوحِ ساجَلني
كأَنَّهُ عن هوى مصرٍ يُباريني
أَقبَلتُ والشوقَ في الأَعماقِ أَحمِلُهُ
كآهةٍ كُتِمت في صدرِ مسجونِ
فيَبرُقُ الشعرُ أَضواءً مُلَوّنةً
ليَبعَثَ النورَ في قلبي ويُشجيني
يأتي فتَبتَهجُ الارواحُ لو سَمِعَت
لحناً جميلاً بأفواهِ الحساسينِ
باسكندريةَ صوتُ الشعرِ رافَقَهُ
صوتُ الحضارةِ في أَرضِ الفراعينِ
هذي الديارُ سيوفُ العزِّ تعرِفُها
تسامَقَ العدلُ فيها بالقوانينِ
مَن كانَ يسكُنُ في اكتافِ نيلِكمُ
قد فازَ في روعةِ الدنيا وفي الدينِ
وصلتُ مصرَ وكُلّي صارَ يَنعَتُها
بشعرِ عشقٍ بسيطِ البحرِ موزونِ
في حُبِّ أَهرامِها تَندى مُغازَلَتي
أَحدو حروفَ الهوى فيها وتَحدوني
قَد زرتُها واشتياقُ النفسِ أَثمَلَني
والذكرَياتُ بها للعَودِ تُغريني
حَمَلتُ من دجلَتي فيضَ السلامِ لها
من النخيلِ ومن عطرِ البَساتينِ
فَلم أَجد غُربَةً تجتاحُ أَوردَتي
كما ببغدادَ قد صرتم عناويني
وقصَّتي تَزدَهي والنيلُ يَجمَعُها
كما النسائِمُ أَحكيها وتَحكيني
دُمتُم كراماً فما الأَيامُ تُبعِدُني
عنكُم ولو كانت الغبراءُ دوني
……………………………………
الشاعرة نضال العزاوي
29/2/2019
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه