وداعا شهر الصيام والقيام

 بقلم/ عماره محمد
بعد أيام قلائل ينتهي أعظم شهر من الشهور هو شهر رمضان المبارك ، الذي ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ، فوداعا شهر الصيام شهر القيام شهر الإحسان شهر البر شهر الرحمة شهر المغفرة شهر العتق من النيران شهر البركات شهر النفحات ، وداعا بكل حب وسعادة يا شهر الخير يا شهر الجود يا شهر القرآن ، وكانك لم تأتي علينا لأنك سريع الخطي ، فيارب تقبل فيه صيامنا وركوعنا وسجودنا وقيامنا وكل عمل كان فيه لنا يا ارحم الراحمين ، لقد جاء رمضان سريعا وانتهى سريعا فالعاقل هو من استفد من الشهر العظيم والطالح هو خسر دنياه وأخره في هذا الشهر العظيم مصدقا للحديث سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلي الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) وقال أيضا : ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) فشتان بين رجل تقبل الله منه وبين رجل لم يتقبل الله منه فالسعيد والرابح من تقبل الله منه صيامه وقيامه ، والشقي والخاسر من لم يتقبل الله منه صيامه وقيامه لقول النبي صلي الله عليه وسلم : ( رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر ) ، ولذلك كان صحابة النبي صلي الله عليه وسلم يغتنمون الفرصة في رمضان ويفعلون كل أفعال الخير من صلاة وذكر وقيام ودعاء فقد كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن في ركعة واحدة ، وكان الإمام الشافعي يختم القرآن مرتين في رمضان وكان سفيان الثوري إذا دخل عليه رمضان ترك الحديث والفقه وأقبل علي قراءة القرآن فبادر عبدالله قبل فوات الاوان واغتنم الفرصة في تلك الأيام المتبقية لا تقول غدا سأبدأ ربما تأتي عليك النهاية .