وسط رعب كورونا. أخطر سلالات إنفلونزا الطيور تضرب أميركا والظاهرة تحير العلماء وقصة المؤامرة تعود

 

هنا المنياوى -أسيوط

في أيام عصيبة تواجه خلالها الولايات المتحدة فيروس كورونا الفتاك الذي اسقط الاف الوفيات واكثر من نصف مليون مصاب وادي لازمة اقتصادية كبيرة، تأكد تفشي سلالة مميتة من إنفلونزا الطيور في قطيع من نوع الديك الرومي بولاية كارولينا الجنوبية الأميركية، وهي الحالة الأولى من التفشي الأكثر خطورة من المرض في الولايات المتحدة منذ عام 2017، كما أن هذا يعد تطورا مثيرا للقلق للوضع الصحي اذا ما انتشرت هذه الاصابات ايضا وتفشي نوع جديد من انفلونزا الخنازير في نفس الوقت مع فيروس كورونا الذي لا تستطيع المنظومة الصحية التصدي له حتى الان بفاعليه وقوة ولم تسيطر عليه بل يهدد بمزيد من الوفيات والاصابات فما بالك اذا انتشر كلاهما معا.

معلومة تهمك

الحالة شديدة المرض اكتشفت في مقاطعة تشيسترفيلد بالولاية، وهي أول حالة للسلالة الأكثر خطورة، منذ اكتشاف واحدة في قطيع دجاج في تينيسي عام 2017، وهي الحالات التي سبق ان انتشرت وادت الى فزع عالمي كبير وهددت دول كثيره حينها بل وكانت سببا مباشرا في هلع حقيقي بين المواطنين وخسائر اقتصاديه كبيرة، وفي عام 2015، اضطر المسؤولون إلى ذبح 50 مليون من الدواجن في الغرب الأوسط ، بعد انتشار العدوى في جميع أنحاء المنطقة، واكدت هيئة فحص صحة الحيوان والنبات التابعة لوزارة الزراعة الأميركية ان الأمر مثير للقلق بالفعل.

الوقت الذي خرجت علنا فيه اخبار هذا الاصدار الجديد من فيلم الرعب الصادر عن انفلونزا الطيور وكورونا، فرح العالم كله بسماع أخبار مبهجة من الصين مع إنهاء حظر التنقل في ووهان وعودة الحياة الطبيعية في مركز وباء كورونا، و إيطاليا قد تحسنت قليلا، ولكن أسبانيا وبريطانيا في حالة أسوأ، وروسيا دفعت ثمن تخفيف الحظر والاستهانة بالتهديد، فارتفع المعدل بصورة مقلقة، وانضمت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول إلى الحجر، بعد الاشتباه بوجود إصابات بين طاقمها، لتنضم إلى حاملة الطائرات الأمريكية روزفلت، أما في الولايات المتحدة فالوضع مأساوي للغاية، وبلغت نحو نصف مليون إصابة،

الرعب من انتشار وتهديد كورونا للعالم جعل البعض يلجأ الى سيناريو المؤامرة ويرى فيه تفسيرا لما يحدث، فلجأت امريكا إلى توجيه الاتهامات هنا وهناك، وشن حملة إعلامية وسياسية عنيفة ضد الصين ومنظمة الصحة العالمية، فمعظم الإصابات والوفيات تنحصر في أغنى 10 دول في العالم، بينما في أفريقيا كلها الوفيات بالعشرات والاصابات تحت السيطرة تماما، رغم أن بها مليار و300 مليون، ودولها هي الأفقر والأكثر هشاشة، واحتارت تفسيرات العلماء في تفسير الظاهرة

المتابعون لخريطة انتشار الفيروس والاصابات والوفيات حول العلم مندهش من هذه المعادلة الغريبة كيف يمكن للاغنياء والدول المتقدمة ان تصاب بهذا الشكل بينما الدول الفقيرة في امان اكثر، البعض قال ان الحرارة المرتفعة تضعف نشاط الفيروس، ومن قال إن غياب الأرقام الحقيقية ونقص أجهزة الفحص، ومن قال إنها أسباب جينية أو بسبب نوعية الطعام، لكن المؤكد أن أفريقيا هي الأقل في عدد الإصابات، تليها أمريكا اللاتينية، بينما أوروبا وأمريكا في المقدمة تليهما آسيا، ولهذا تجد سيناريوهات المؤامرة مكانا لها، حتى تلك التي تقول أنها حرب بيولوجية خفية بين الدول العظمى، والرأسمالية المأزومة في ظل صعوبة اللجوء إلى حرب تقليدية ومباشرة لا يمكن تحملها.

الحملة الإعلامية والسياسية الأمريكية على الصين لا يمكن تفسيرها إلا أنها ذات طابع سياسي، خصوصا مع النجاح الصيني والفشل الأمريكي في معركة كورونا، وهو ما قد يسرع من إنهاء التفوق الأمريكي، فالولايات المتحدة فقدت الكثير من سمعتها خاصة في أوروبا، خاصة مع السقوط الأخلاقي والإداري الذي اتضح في تجاهل صرخات الإيطاليين قبل تفشي الوباء في الولايات الأمريكية، ثم القرصنة على المعدات والأجهزة الطبية، والنقص في قدرات المستشفيات، إلى حد ارتداء الممرضات لأكياس القمامة لحمايتهن من التلوث، واستمرار حملاتها وحصارها لدول مثل إيران وكوبا وفنزويلا، بل سعيها إلى افتعال المزيد من الأزمات في توقيت حرج يحتاج فيه البشر إلى التكاتف في أزمة عنيفة تواجه البشر من كل الأعراق والتوجهات والأديان.

الان قد تواجه امريكا شبحا جديدا خلال الفترة القادمة وهو استمرار تطور حجم انتشار فيروس كورونا وسقوط المزيد من الوفيات والاصابات، بجانب انتشار سلاله جديده من فيروس انفلونزا الطيور وازمه اقتصادية حاده وارتفاع في معدل البطالة وخروج بعض العناصر والمعدات من معادله الصناعة والقوة الشاملة للدولة وسط فرصه لتمدد الاخرين دوليا وصناعيا ولعل اتجاه الصين لتحرير التبادل بالعملية المحلية والتحلل من سيطرة الدولار تجاريا والتخلص من قيد التجارة العالمية والمنظمات الدولية وفرض شكل جديد من الوجود الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي الجديد عالميا والذي سيؤدي بشكل مؤكد الى خريطة جديدة مختلفة كليا مع الوقت وسريعا جدا

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: