مفهومُ الحبِّ ومراتبه .

بقلم الأستاذ محمد شعبان التوني

قال ابنُ حزم الأندلسي : الحبُّ ـ أعزَّك اللهُ ـ دقت معانيه لجلاتها عن أن توصفَ فلا تدركُ حقيقتُهُ إلا بالمعاناة وليس بمنكر في في الديانة , ولا بمحظور في الشريعة ، إذ القلوبُ بيدِ الله ـ عزَّ وجلَّ ـ ، اسمع.. الحبُّ أسمى ما في الوجود وأجملها ، وإذا سألتك أنت ـ أيها ـ القارئ : ما أجملُ ما في الحب ؟

فستتعدد الأجوبة فلك إجابة ، ولغيرك غيرها , أما إجابتي أنا فاعلم ـ حفظك الله ـ أن أجمل ما في الحب أن تشعر بأنك تحب ، ثم اعلم أن الحبَّ مراتبُ أعلاها أن تحبَّ مَنْ تحبُّ دون أن تعلم السبب في حبك إياه فمثلا إذا أحببت امرأة لأنها جميلة وكان جمالها هو السبب في حبك إياها فهذه مرتبة ، وإذا أحببتها لأنها ذات مال فهذه مرتبة ، أو أحببتها لأنها ذات نسب ، فهذه أيضا مرتبة ، لكنك مع كل هذه المراتب لم تصل للدرجة العليا في الحب ـ في رأيي ـ لأنه هناك الأجمل والأغنى والأعرق نسبا ، لِمَ لَمْ تحبهم مكانها ؟ ، فافهم عني ذلك ، ثم اعلم أن الحب ضروب منها حبُّك امرأةً ومنها حبك والديك ومنها حبك أصحابك وغيرها كثير، وأعلى هذه الضروب حبك اللهَ ـ عز وجل ـ فإذا أحببت الله خفت غضبه وإذا خفت غضبه فما عصيته ، وإذا كنت تحب الله فاتبع سنة رسوله كي يحبك الله ، لأن الله ـ جل شأنه ـ يقول ” قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحبُّونَ اللهَ فاتَّبِعُوني يُحْبِبْكُمُ اللهُ ويَغْفِرْ لَكُم ذُنُوبَكُم واللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” ، فافهم ذلك والله يرشدك .

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: