رمضان شهر الدعاء والإجابة

بقلم : القاسم محمد جعفر
رمضان شهر البركات والنفحات قال صلى الله عليه وسلم
(“إنَّ للَّهِ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ أَلَا فَتَعَرَّضُوا لَهَا، فلعلَّ أحدَكُم أن تصيبَه نفحة فلا يَشْقى بعدها أبدًا”) فعلينا أن نتعرض لنفحات الله فى هذا الشهر الكريم بالصيام والقيام والدعاء وأن يتضرع الإنسان إلى ربه مخلصا منيباً إليه قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )
وروى المفسرون في سبب نزول هذه الآية الكريمة روايات منها ما أخرجه بن جرير وابن أبى حاتم أن أعرابيا جاء إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: أقريب ربنا فنناجيه- أى: ندعوه سرا- أم بعيد فنناديه؟ فسكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأنزل الله هذه الآية.
الله قريب من عباده، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد، يعلم أعمالهم، ويراقب أحوالهم، يجيب دعوة من دعاه مخلصا له لا يرد من دعاه ولا يترك ضغيفاً احتمى بحماه
قال تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
وهناك صلة بين الصيام والدعاء فكل صائم له نصيب من قبول دعائه عند الله سبحانه وتعالى وهذا ما بينه سيدنا صلى الله عليه وسلم حين قال (” ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمَامُ العَادِلُ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ “)
وإذا أردنا استجابة للدعاء فإن لذالك شروطاً وآدباً من أهمها
الإيمان وحسن الظن بالله تعالى وطيب المطعم والمشرب والملبس فلما سأل سيدنا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلم ( يَا سَعْد أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ وَالرِّبَا فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ)
ومن آداب الدعاء التى يستحب للمسلم أن يتحلى بها :
اولا: أن يستقبل خلال دعائه القبلة ،وأن يرفع يديه ثم يمسح بهما وجهه بعد الدعاء تأسيا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه
فعن أبى مُوسَى الأشعرى رضى الله عنه قال «دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ» أى :رأيت بياض أسفل ذراعيه صلى الله عليه وسلم
ومن آداب الدعاء كذالك :أن يظهر الداعى التضرع والخشوع حال دعائه وأن يلح فيه ، وأن يكرره ثلاثا ،
كذالك من آداب الدعاء : أن يكثر الداعى فى دعائه من الدعوات الواردة فى القرآن الكريم وفى السنة المطهرة ،فإن هذه الدعوات قد اشتملت على المقاصد الشريفة وعلى الأهداف النبيلة
ومن هذه الدعوات القرآنية الجامعة قوله تعالى (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
ومن الدعوات النبوية الحكيمة قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنى )
فما أحوجناإلى الدعاء المصحوب بالأمل لا باليأس ولا بالإحباط ولا بالقنوط من رحمة الله تعالى
نسأل الله تعالى ان يوفقنا جميعا إلى ما يحبه ويرضاه وان يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال وأن يحفظ مصرمن كل مكروه وسوء وصلى اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
إمام وخطيب بالأوقاف بالمنوفية

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: