22 – عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه –

أ. نبيل محارب السويركي

” عبد الرحمن بن عوف في الجنة” صدق رسول الله – صلى لله عليه وسلم-

العشرة المبشرون بالجنة:

معلومة تهمك

التفَّ الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- حول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فحُوربوا معه وحُوصروا معه وحملوا على كاهلهم الرسالة العظيمة التي جاء بها رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وقد بشَّر رسول الله بعض الصحابة بالجنة، وعددهم عشرة، وهم من السابقين إلى الإسلام، والعشرة المبشرون هم: أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب، عثمان بن عفان، طلحة بن عبيد الله، أبو عبيدة بن الجراح، سعد بن أبي وقاص، الزبير بن العوام، سعيد بن زيد -رضي الله عنهم أجمعين-،وفيما يأتي نبذة عن الصحابي الجليل وأحد العشرة المبشرين بالجنة عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-

الصحابي عبد الرحمن بن عوف:

هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر قرشيٌّ من كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، يكنَّى عبد الرحمن بأبي محمد، وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو ولكنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- سمَّاه عبد الرحمن بعد إسلامه، أمُّ عبد الرحمن هي الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث، صحابية من الصحابيات اللواتي هاجرن إلى المدينة، وُلدَ عبد الرحمن بعد عام الفيل بعشر سنوات، أي إنَّه أصغر من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعشر سنة، وكان عام ميلاد سنة 580 ميلادية، أي ما يوافق سنة 44 قبل الهجرة، وهو من المسلمين الأوائل والسابقين إلى الإسلام، كما أنَّه من المهاجرين الأوائل، وجدير بالذكر إنَّ ابن عوف هاجر بداية إلى الحبشة، ثمّ رجع وهاجر إلى المدينة المنورة أيضًا، وعندما وصل إلى المدينة آخى رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- بين ابن عوف وسعد بن الربيع -رضي الله عنهما-، وكان عبد الرحمن من الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر وأحد والخندق ودومة الجندل وكلَّ المعارك التي خاضها رسول الله، عاش فترة خلافة أبي بكر وعمر وكان من الستة الذين اختارهم عمر ليحدد الناس الخليفة منهم، وقد كان ابن عوف تاجرًا من تجار المسلمين الأثرياء، وكان كريمًا يده ممدودة للخير، حتّى قيل إنَّه تصدق بنصف ماله وساهم كثيرًا في تجهيز الجيوش الإسلامية للغزوات، وورَّث لأبنائه مالًا كثيرًا، وتوفِّي ابن عوف في زمن خلافة عثمان وهو في الخامسة والسبعين من عمره، سنة 31 أو 32 للهجرة، والله أعلم.

عبد الرحمن بن عوف في زمن خلافة عمر:

في عهد خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان عبد الرحمن بن عوف صاحب منزلة عظيمة عند عمر، وكان عمر يستشيره في كلِّ شؤونه، حتَّى أنّه عندما انتشر الطاعون سنة 18 للهجرة، كان عمر يفكر بالذهاب إلى الشام، وعندما جاءت الأخبار أن الطاعون انتشر في الشام، أشار ابن عوف على عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ألَّا يدخل الشام تنفيذًا لحديث رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- الذي قال فيه: “إذَا سَمِعْتُمْ به بأَرْضٍ، فلا تَقْدَمُوا عليه، وإذَا وَقَعَ بأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بهَا، فلا تَخْرُجُوا فِرَارًا منه”، فاستجاب عمر لرأي بان عوف وعاد إلى المدينة، وقد استخلف عمر بن الخطاب عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنهما- على الحج سنة 23 للهجرة، فحج ابن عوف في تلك السنة وحجَّ مع عمر سنة ثلاث وعشرين، والله أعلم.

أحاديث صحيحة عن عبد الرحمن بن عوف:

لقد جاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-بعض الأحاديث النبوية الصحيحة التي تناولت فضائل الصحابي الجليل أحد العشرة المبشرين بالجنة عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، وإنَّما ذكره في السنة دليل على مكانة هذا الصحابي ومنزلته الرفيعة في الإسلام، ومما وردَ فيه:

-عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-قال: “تَخَلَّفَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-وتَخَلَّفْتُ معهُ، فَلَمَّا قَضَى حاجَتَهُ قالَ: أمعكَ ماءٌ؟ فأتَيْتُهُ بمِطْهَرَةٍ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ووَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عن ذِراعَيْهِ فَضاقَ كُمُّ الجُبَّةِ، فأخْرَجَ يَدَهُ مِن تَحْتِ الجُبَّةِ، وأَلْقَى الجُبَّةَ علَى مَنْكِبَيْهِ، وغَسَلَ ذِراعَيْهِ، ومَسَحَ بناصِيَتِهِ وعلَى العِمامَةِ وعلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ رَكِبَ ورَكِبْتُ فانْتَهَيْنا إلى القَوْمِ، وقدْ قامُوا في الصَّلاةِ، يُصَلِّي بهِمْ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ وقدْ رَكَعَ بهِمْ رَكْعَةً، فَلَمَّا أحَسَّ بالنبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فأوْمَأَ إلَيْهِ، فَصَلَّى بهِمْ، فَلَمَّا سَلَّمَ قامَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- وقُمْتُ، فَرَكَعْنا الرَّكْعَةَ الَّتي سَبَقَتْنا”.

-وفي حديثٍ آخر شمل الصحابة الذين شاركوا في غزوة بدر ومنهم عبد الرحمن بن عوف، قال رسول الله -عليه الصَّلاة والسّلام-: “لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إلى أهْلِ بَدْرٍ؟ فقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ، فقَدْ وجَبَتْ لَكُمُ الجَنَّةُ.”.

وفاة عبد الرحمن بن عوف:

توفِّي الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- في زمن خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- سنة 32 للهجرة، وتقول روايات أخرى إنَّه توفي سنة 31 للهجرة، وتختلف الروايات أيضًا في عمره، فقيل: عاش ابن عوف اثنتين وسبعين عامًا وقيل ثمانية وسبعين وقيل خمسًا وسبعين، وكان ابن عوف قد كتب في وصيته أربعمئة دينار لكلِّ صحابي من الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر، كما أوصى أن يُؤخذ من ماله ألف فرس في سبيل الله -سبحانه وتعالى- قبل أن يموت ويُدفن في البقيع، وقد صلَّى عليه عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وقيل صلَّى الزبير بن العوام رضي الله عنه-، وكان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يقول في جنازة بن عوف: “أَذْهَبُ عَنْكَ ابْنَ عَوْفٍ، فَقَدْ أَدْرَكْتَ صَفْوَهَا وَسَبَقْتَ رَنْقَهَا”، وجدير بالذكر إنَّ لابن عوف مقام أو تذكار في الأردن وهو ليس قبره الحقيقي لأنَّ ابن عوف دفن في المدينة في مقبرة البقيع، ولكن ضريحه في الأردن في منطقة اسمها الجبيهة شمال عمَّان، وهو تذكار يشير إلى إقامته في هذه المنطقة أثناء ارتحاله من المدينة إلى الشام، والله أعلم.. وطاب يومكم بمزيد من المعلومات من منتدى وزي وزي.

ولكم تحياتي / أ. نبيل محارب السويركي – الجمعة 8 / 5 / 2020

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: