النظام العالمي الجديد”

بقلم “مي الفارس”
بدأ مصطلح “النظام العالمي الجديد” في الظهور مع الرئيس الأمريكي وودر ويلسون بعد الحرب العالمية الأولى .. ليشير بذلك إلى اقامة نظام جديد يسوده السلام ويكون بعيد عن الحروب .. ولكن ومع توتر العلاقات بين الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الأولى وظهور بوادر حرب عالمية ثانية، عاد المصطلح إلى الظهور بعد الحرب العالمية الثانية ليعبر عن نظام ليس فقط يسوده الأمن والسلام ويكون بعيد عن الحروب.. انما أيضًا يعبر عن آلية قيام هذا النظام.. وذلك من خلال قيام حكومة عالمية واحدة تكون فوق سطلة الجماعة الدولية وتحفظ الحقوق للدول والأفراد.. فبذلك يتحول العالم إلى قرية صغيرة الانتماء فيها عالمي وليس على مستوى الدولة أي ان الأفراد يتخلون عن انتماءهم لمجتمعهم لينتقل بذلك مستوى الانتماء للدولة الجديدة والتي تشمل كل دول العالم، فبذلك أيضًا يختفي مصطلح الدولة القومية من الوجود ويصبح العالم كتلة واحدة متمثلة في النظام العالمي الجديد لإمكانية تحقيق السلام والقضاء على الحروب واحترام حقوق الإنسان ذلك طبعًا من وجهة نظر النظام العالمي الجديد والداعين له.
ولكن الواقع الدولي في ذلك الوقت -أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية- لم يساعد على تطبيق تلك الفكرة وإن لم يكن هيأ لها.. وذلك بسبب كما هو معلوم انقسام العالم إلى كتلتين.. الكتلة الشرقية بقيادة الإتحاد السوڤيتي والكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وممارسة تلك الكتلتين للإستقطاب الدولي.
ولكن بعد إعلان الرئيس جورباتشوف سقوط الإتحاد السوڤييتي وحل حلف وارسو خرج للعالم يتحدث عن إمكانية قيام نظام عالمي جديد ذات حكومة واحدة وانتماء واحد وافساح المجال للولايات المتحدة الأمريكية لقيادة العالم والتدخل في الكثير من شئونه باعتبارها الدولة الأقوى عسكريًا واقتصاديًا.
وحتى الآن ظل مصطلح اقامة نظام عالمي جديد قائم واقامة حكومة عالمية واحدة للقضاء على الاختلافات بين الشعوب والتي هي سبب كبير من اسباب الحروب.. وان كانت تلك الفكرة اثبتت فشلها إلى حد كبير إذا نظرنا للأمم المتحدة وفكرة تمثيلها لتلك الحكومة بسبب تحكم الولايات المتحدة الأمريكية في الكثير من قراراتها .. والذي يثبت بشكل كبير أيضًا أن الأقوى هو الذي يحكم في العلاقات الدولية وليس الأعدل أو الأصلح ذلك أيضًا تم اثباته في ظل جائحة كورونا ونجاح تعامل الصين منبع الوباء مع الأزمة.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: