يوم أكل الثور الابيض

بقلم/هبة شتيوي

يحفل تاريخنا العربي بالعديد من القصص فيحكى أنه في احدي الغابات البعيده كان يعيش أسدا و ثلاثة ثيران، ثور أسود و ثور أحمر و ثور أبيض .و كان الأسد يسعي كثيرا الى افتراس الثيران الثلاثة، و كلما أراد ذلك تجتمع الثيران و اتحدوا معا، فلا يستطيع الأسد الاقتراب منهم فيبعد خوفاً على نفسه من اتحادهم، بالرغم من قوته، لقناعته بأن الجماعة تغلب القوة.

لذا فكر الأسد و خرج بخطة يستطيع بواستطها أن يصل إلى مبتغاه دون مجهود أو مخاطرة. فاقترح على الثيران الثلاثة أن يصبحوا أصدقاء له وأنه سوف يحميهم من هجمات الثعالب والضباع فقبلوا صداقته لظنهم بأنهم سوف يكونون تحت حمايته.

معلومة تهمك

وبعد أن اعتاد الثيران علي التواجد بقرب الأسد دون خوف ذهب الأسد إلي الثورين الأسود والأحمر وهما بعيدين عن الثور الأبيض، وأبدى لهما حسن نيته حتى ارتاحا له و قال لهما : إن الثور الأبيض يختلف في لونه عن حيوانات الغابة مما يعرضنا جميعا لخطر هجوم محتمل للصيادين في أي وقت خصوصا في الليل حيث أن بياضه لا يسمح لنا بالإختفاء عن أنظار أعدائنا كما أنه متعالي ويأكل الكثير من العشب. فقال الثورين :ما باليد حيلة. فقال لهما الأسد :أنا أستطيع أن أخلصكما منه ليصبح المرعى لكما وحدكما فاتركاني أفترسه. فغلب الطمع و الأنانية على الثورين، فوافقا على الفور. ذهب الأسد الى الثور الأبيض حيث كان وحيداً فجرى خلفه، و أخذ الثور الأبيض بالركض والإستنجاد بإخوانه الثيران ولكن لم يتحرك اخوته فقد غلب الطمع. و سقط الثور الأبيض في مخالب الأسد و أصبح وليمة دسمة له.

و مرت أيام شعر فيها الأسد بالشبع ، الى أن جاء يوم وجاع الأسد من جديد فذهب الاسد الي الثور الأسود الجالس لوحده فاقترب منه وسلم عليه ثم قال: إن الثور الأحمر يشكل تهديدا عليك بسبب لونه الأحمر اللامع فمن الأفضل التخلص منه، فاسمح لي بقتله، ليخلو لك الجو في هذه الغابة، وسيتسع لك المرعى أكثر وأكثر، و تفعل ما تشاء. نجح الأسد في اقناع الثور الأسود بقتل صديقه. انطلق الأسد الى الثور الأحمر ليجده وحيداً في المرعى، هجم الأسد على الثور، فركض الثور واستنجد بصديقه الثور الأسود، و لكن لا حياة لمن تنادي، فأصبح وجبة سهلة للأسد.

وبعد أن مرت أيام كثيره والثور الاسود يشعر بالانتصار أن المرعي أصبحت له وحده يأكل كل ما يريد فأصبح يأكل كثيرا إلي أن زاد وزنه وأصبح لا يقوي علي الركض فاتجه الأسد نحوه و قال: لقد عضني الجوع يا صديقي وليس لدي حل سوي التهامك فقال الثور الاسود في أسا وحسرة: “لقد قتلت يوم قتل الثور الأبيض”.
كثير من الأشخاص يمرون بتجربة الثور الاسود هو يشعر أنه لم يؤذي صديقه هو فقط وقف موقف سلبي وقت الهجوم على صديقه ولكنه تناسي أنه عندما ابتعد عن مصدر قوته وهو الاتحاد والتعاون مع الأصدقاء والاخوه فأصبح بذلك فريسة مستقبليه سهله.
احتمي دوما باخوتك وأصدقائك.
لا تترك أخاك فريسة سهلة.
لا تجعل الأنانية والرغبة في التميز تقتلك.
انت اقوي مع عزوتك وفريقك.


 

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: