صباحيات كاتب ماأحوجنا لتلك اللحظة

بقلمي/حامد أبو عمرة
أحيانا كثيرة يحتاج الإنسان، لو يرحل وحيدا عن دنى البشر كما نزل للوجود وحيدا لحظة الميلاد ، أن يهرب حنى من ذاته التي لا يمكن أن تسعد السعادة الأبدية الكاملة في دنيا زائفة لا يكتمل فيها أي شيء ..قد يتساءل البعض حتى لو كان يهنأ بالعيش مع من يحبهم ويحبونه أو من هم من المقربين إليه ..وهنا أقول نعم فهو ليس فرارا منهم أو محاولة لعدم التواصل معهم ، ولكنه موقف يحتاج إلى وقفة مع الذات بكل صدق يقيم فيها الإنسان نفسه ،ويراجع حساباته سواء مع الله سبحانه وتعالى وأين هو من طريق النجاة أو مع نفسه التي هي بين جنبيه أو مع الآخرين ..ولا يمكن لنا أن نرتاح الراحة الأبدية لطالما غرتنا الأماني، واعتقدنا بطول الآجل، وكأننا مخلدون في هذه الدنيا…! لذلك تلك الوقفة التأملية مع الذات هي من تجعلنا نعيش الحياة بصورتها الواقعية دون كلل أو ملل أو ضجر أو الرضوخ لحالة من البؤس تجعلنا نمقت كل شيء سلبي حولنا ..فإن لم نفعل سيصبح الوضع أشبه بسيارة تعطلت فجأة وسط قضبان سكة حديدية هي المعبر الوحيد للسير على الجانب الآخر ،ولكن من بداخل السيارة لا يستطيع أن يغادرها فينقذ نفسه ، وعلى مقربة منه قطارا مسرعا يسابق الريح يعصف بكل شيء أمامه ولا يتوقف إلا في المحطة.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: