اول كيميائي ….. الامير خالد بن يزيد الاموي

بقلم : سيد الرشيدي
خالد بن يزيد بن معاوية (634-709م) (13هـ – 90هـ)، هو حفيد الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان وابن الخليفة الثاني يزيد بن معاوية، أخو الخليفة معاوية.
كان مهتماً بالعلوم وراعيا للمشتغلين بها، وهو أول من اهتم من العرب بعلم الكيمياء وترجم فيه الكتب من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية ، وألف فيه رسائل.
كان من بيت الخلافة في دمشق وبعد أن تنازل أخوه معاوية بن يزيد وطلبها متنازعاً عليها مع عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم، فذهبت إلى مروان بن الحكم واتجه هو إلى طلب العلم، وخصوصاً علم الكيمياء فأصبح من أشهر العلماء العرب.
فقد تعلم خالد بن يزيد هذه الصنعة واستحضر من الأقباط المتحدثين بالعربية مثل مريانوس، وشمعون، وإصطفان الإسكندري، وطلب إليهم نقل علوم الصنعة إلى العربية.
قال الزبير بن بكار: كان موصوفا بالعلم، وقول الشعر، وقيل: دار الحجارة كانت داره، وقد صارت اليوم قيسارية للذهب الممدود.
قال الأصمعي: قيل لخالد بن يزيد: ما أقرب شيء؟ قال: الأجل، قيل: فما أبعد شيء؟ قال: الأمل، قيل: فما أرجى شيء؟ قال: العمل وعنه، قال: إذا كان الرجل لجوجا، مماريا، معجبا برأيه، فقد تمت خسارته.
قال ابن النديم كان خالد بن يزيد بن معاوية فاضلا في نفسه له همة ومحبة للعلوم، خطر بباله حب الصنعة (الكيمياء) فتتلمذ على يد الراهب الرومي مريانوس وتعلَّم منه صنعة الطبِّ والكيمياء، وله فيها ثلاث رسائل؛ هي: (السر البديع في فك الرمز المنيع)، و(فردوس الحكمة في علم الكيمياء)، و(مقالتا مريانوس الراهب)، ذكر فيه ما كان بينه وبين مريانوس، وكيف تعلَّم منه الرموز التي أشار إليها، فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونانيين إلى دمشق وقد تفصح بالعربية وأمرهم بنقل الكتب من اللسان اليوناني والقبطي إلى العربي. وهذا أول نقل وترجمة كان في الإسلام من لغة إلى لغة في عصر الدولة الأموية.
وقال الجاحظ: خالد بن يزيد خطيب شاعر، وفصيح جامع، جيد الرأي، كثير الأدب، وهو أول من ترجم كتب النجوم والطب والكيمياء.
وقال الذهبي في سير الأعلام: كان من نبلاء الرجال، ذا علم وفضل وصوم وسؤدد. وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان: كان من أعلم قريش بفنون العلم. وكان بصيرا بهذين العلمين: الطب والكيمياء متقناً لهما، وله نظم رائق.
وقيل إن خالد بن يزيد بن معاوية جلب العلماء وأجرى عليهم المال ليترجموا العلوم الكيميائية والطبية من اللغات اليونانية والقبطية إلى العربية، واهتم بعلم الكيمياء، كما اهتم بعلوم الطب والفلك.
ساهم في ترسيخ الكيمياء كعلم بدلا عن الخيمياء واستفاد منها في الصيدلة وهو أول من استعمل علم الكيمياء لصناعة بعض الأدوية لخدمة الطب. قال الشعر، وألف العديد من الكتب والرسائل. ولُقب بحكيم بني أمية.
أما الجاحظ فقد قال في كتابه البيان والتبيين: “كان خالد بن يزيد بن معاوية خطيبًا شاعرًا، وفصيحًا جامعًا، وجيِّدَ الرَّأْي، كثيرَ الأدب، وكان أوَّل من أعطى التراجمة والفلاسفة، وقرّب أهل الحكمة، ورؤساء كل صناعة، وترجم كتب النجوم والطب والكيمياء والحروب والآداب والآلات والصناعات”. وشهادة الجاحظ في حقِّ خالد تؤكد أنه أنفق من ماله على العلم، كما تَرُدُّ على الذين ادَّعَوْا أن خالدًا تعلَّم الكيمياء بحثًا عن الأموال التي افتقدها عندما تنازل عن الخلافة

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: