مَتى سَيَنْهَضُ مِنْ أَنْقاضِنا الْبَطَلُ معلقة …. المقطع الثاني عشر
بقلم: عبد الصمد الصغير.
تطوان/ المغرب
فَكَيْفَ تُنْكِرُنا ؟.. وَ قَدْ نَطَقْتَ بِنا
مَدْحاً وَ طيباً … وَ أَنْتَ بَيْنَنا تَكِلُ
سارِعْ بِإِيلامِ جُرْحِنا … تَنَمْ رَضِياً
وَاحْلُمْ بِبَعْضِ الْهَوى وَاغْنَمْ دُجىً يَفِلُ
تَغارُ مِنْكَ الدُّنا … كَذاكَ تَحْسِبُها
مِنْ وادِ عَبْقَرِكَ … الْأَحْكامُ وَ الْعِلَلُ
أَبْهَى الصِّفاتِ .. الَّتي جادَ الزَّمانُ لَنا
ضاعَتْ عَلى تَرَفٍ ، إِذْ راقَها الْحِوَلُ
أَغْبى الرِّجالِ الَّذي يَمْشي عَلى عُقَدٍ
بالَتْ عَلى خُلُقٍ … ما هَمَّها الْوَبَلُ
وَ ما بِنا؟.. في حِمانا الْبَيْنُ مُنْغَرِزٌ
وَ كُلُّنا خَلْفَ رَغْبَةٍ … سَنَقْتَتِلُ
أَتَتْكَ … في ساعَةِ الْبَلْوَى مَواقِفُنا
أَصيلَةّ … لا تُريدُ غَيْرَ ما يَحِلُ
رَأَتْكَ في ذِرْوَةِ الْمَعْنى عُيونُ مُنىً
أَتْعَبْتَها ذاهِلاً … وَ غَيْرُكَ الْفَعِلُ
فَكَيْفَ يَسْمَعُ مِنْكَ الْمُرْتَجي أَمَلاً
وَ كَيْفَ تَنْفَعُ ؟!. إِذْ لا يَخْرُجُ الدَّخِلُ
تُرْغي وَ تُزْبِدُ … مِنْ تِلْقاءِ آمِرَةٍ
تُؤْذي الْمَناظِرَ ؛ مِنْها الْعَرْجُ وَ الْحَوَلُ
تَفْنى وَ تَجْهَدُ … في تَلْميعِ مَهْزَلَةٍ
وَ تُظْهِرُ الْقَوْلَ فِعُلاً … ما بِهِ فَعِلُ
يُغْويكَ هَطْلُ الْغَماماتِ الَّتي عَبَرَتْ
وَ لا تَرى أَخْمَصاً .. بِالْجوعِ يَهْتَزِلُ
هاج الْفُؤادُ ، كَما هاجَتْ مِياهُ دَمِي
بَحْراً … سَيَغْرَقُ فيهِ عاجِلاً أَجِلُ
أَشْياخُنا … سَكَتُوا عَنْ كُلِّ مَظْلَمَةٍ
كَيْفَ الْمَهابَةُ ؟!. وَ اللِّسانُ مُعْتَقَلُ
أَعْلامُنا … تَرَكُوا الْبَلْوى لِتَخْدَعَنا
بَيْنَ الْحُروفِ … وَ عِنْدَ أَرْقُمٍ تَعِلُ
نُقَلّبُ الْجَمْرَ في أْرْضِ الْمِعادِ وَ لا
نَرى سِوى أَثَرٍ … مِنْ رُسْلِنا يَفِلُ
نُجادِلُ اللهَ … مِنْ عَقْلٍ حَباهُ لَنا
مِنْ عُمْرِ سَرْمَدَ … عِلْمَ اللهِ يَشْتَمِلُ
هَيّا إِلى ذِرْوَةِ النَّجْوى …. لِتَنْفَعَنا
في حَشْرِنا … حينَ مَلْقاةٍ بِمَنْ خَذَلُوا
أَنّى لَنا … طُرُقٌ أَهْدى … لِتُرْشِدَنا
في لَيْلِنا مُظْلِماً … لِصُبْحِهِ نَصِلُ
دارانِ … ما شِئْتُ فضلاً عِنْدَ أَقْصَرِها
كُلُّ الَّذي قَدْ أَرَدْتُ … الْجَمْعَ يَشْتَمِلُ
جَمْعانِ ، ما الْتَقَيا حُبّاً … وَ لا اتَّفَقا
إِلّا عَلى صَفْقَةٍ …… بِها سَنَنْتَقِلُ
إِلى الْحَياةِ … بِلا رِأْسٍ وَ لا قَدَمٍ
إِلى السَّلامِ … اتِّباعَ مَنْ لَهُ الْحُلَلُ
لِلَّهِ أَمْرُكَ … وَقْتَ الضِّيقِ ضِقْتَ بِنا
وَ الضِّيقُ .. يَخْرُجُ مِنْهُ الْجانُ وَ الْجَلَلُ
أَهْدَيْتَهُمُ ضَعْفَنا … وَ الشّانَ مُنْبَطِحاً
أَبْقَيْتَنا خَلْفَ رَأْيٍ … تَبْكِهِ الْعِلَلُ
رُدُّوا السَّلامَ عَلَيْنا أَوَّلاً …… لِنَرَى
سَلامَكُمْ واضِحاً … وَ الْفِعْلَ يَشْتَمِلُ
رُدُّوا الْبِلادَ وَ الْعِبادَ … قَبْلَ أَيِّ لِقا
عودُوا إِلى بَدْئِكُمْ … كَيْ تَنْتَهي الْحِيَلُ
يتبع ……….