لماذا نهى رسول الله “صلى الله عليه وسلم” عن لمس الكلاب.

سيد الرشيدي

كلما تيسر لنا الاطلاع على مانطق به رسولنا الكريم – الذي كان لا ينطق عن الهوى – يزيد الذهول الممزوج بالإعجاب لكلامه وتوجيهه وإرشاده “صلى الله عليه وسلم”.

من أحدث التأكيدات المصدقة لما نهانا عنه نبينا محمد “صلى الله عليه وسلم” أكد كشف طبي جديد حقيقة ما أوصى به “صلى الله عليه وسلم” من عدم مخالطة الكلاب؛ على الرغم مما لها من رصيد إيجابي عند الإنسان.

معلومة تهمك

فقد حذر الأطباء من مس الكلاب ومداعبتها والتعرض لفضلاتها أو لعابها؛ لأنه يزيد خطر الإصابة بالعمى.

فقد وجد أطباء بيطريون مختصون أن تربية الكلاب والتعرض لفضلاتها، ينقل ديدان طفيلية تعرف باسم “توكسوكارا كانيس” التي قد تسبب في فقدان البصر.

ولاحظ الدكتور ايان رايت، إخصائي الطب البيطري في “سومرسيت” – وهي إحدى مقاطعات الولايات المتحدة الأمريكية – بعد فحص 60 كلبًا، أن ربع الحيوانات تحمل بيض تلك الدودة في فرائها؛ حيث اكتشف وجود 180 بويضة في الجرام الواحد من شعرها، وهي كمية أعلى بكثير مما هو موجود في عينات التربة، كما حمل ربعها الآخر 71 بويضة تحتوي على أجنة نامية.

وأوضح الخبراء في تقريرهم الذي نشرته صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية، أن بويضات هذه الدودة لزجة جدًا ويبلغ طولها ملليمترًا واحدًا.

ويمكن أن تنتقل بسهولة عند ملامسة الكلاب أو مداعبتها، لتنمو وتترعرع في المنطقة الواقعة خلف العين.

وللوقاية من ذلك، ينصح الأطباء بغسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام وبعد مداعبة الكلاب، خصوصًا بعد أن قدرت الإحصاءات ظهور 10 آلاف إصابة بتلك الديدان في الولايات المتحدة سنويًا، يقع معظمها بين الأطفال.

وقد أوصى نبي الإسلام محمد “صلى الله عليه وسلم”، منذ أكثر من 1400 سنة بعدم ملامسة الكلاب ولعابها؛ لأن الكلب يلحس فروه أو جلده عدة مرات في اليوم، الأمر الذي ينقل الجراثيم إلى الجلد والفم واللعاب فيصبح مؤذيًا للصحة.

كما أوصى في حال ملامسة لعاب الكلاب باليد أو بالأجسام، بغسلها سبع مرات، إحدها بالتراب أو الطين الذي اكتشف مؤخرًا أنه يقتل الديدان والطفيليات.

مشددًا على ضرورة غسل الأيدي دائمًا قبل تناول الطعام.

والسؤال الآن: هل يجوز اقتناء الكلب لحراسة البيوت؟

الجواب:

لم يستثن النبي “صلى الله عليه وسلم” من تحريم اقتناء الكلب إلا ثلاثة فقط، وهي:

– كلب الصيد.

– كلب حراسة الماشية

– كلب حراسة الزرع.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ وَلا مَاشِيَةٍ وَلا أَرْضٍ فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ قِيرَاطَانِ كُلَّ يَوْمٍ).

وذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجوز اقتناء الكلب لسبب غير هذه الأسباب الثلاثة، وذهب آخرون إلى أنه يجوز أن يقاس على هذه الثلاثة ما كان مثلها أو أولى، كحراسة البيوت؛ لأنه إذا جاز اقتناء الكلب لحراسة الماشية والزرع؛ فجواز اقتنائه لحراسة البيوت من باب أولى .

قال النووي في “شرح مسلم” (10/340):

“هَلْ يَجُوز اِقْتِنَاء الْكِلَاب لِحِفْظِ الدُّور وَالدُّرُوب وَنَحْوهَا؟

وأجاب:

فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدهمَا: لا يَجُوز، لِظَوَاهِر الأَحَادِيث، فَإِنَّهَا مُصَرِّحَة بِالنَّهْيِ إِلا لِزَرْعٍ أَوْ صَيْد أَوْ مَاشِيَة.

وَأَصَحّ الوجهين هو:

يَجُوز، قِيَاسًا عَلَى الثَّلاثَة، عَمَلا بِالْعِلَّةِ الْمَفْهُومَة مِنْ الأَحَادِيث وَهِيَ الْحَاجَة” انتهى.

وهذا الذي صححه النووي رحمه الله من جواز اقتناء الكلب لحراسة البيت، صححه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في “شرح صحيح مسلم”، قال:

“والصحيح أنه يجوز اقتناؤه لحفظ البيوت، وإذا جاز اقتناء الكلب لتحصيل منفعة كالصيد، فاقتناؤه لدفع مضرة، وحفظ النفس من باب أولى” انتهى بمعناه.

 

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: