الطوفان العظيم بين الأسطورة والحقيقة

 

كتبت د / آية محمود

طوفان التاريخ الأعظم، الذي قضي علي التاريخ القديم ، ليبدأ حقبة جديدة تضم سفينة واحدة بقيت في الوجود ،الأغرب هو اننا جميعا نعرف القصة ولكن اين هي السفينة الآن…..انه أمر غامض

معلومة تهمك

مر علي اختفائها ٤ الف عام ، والأبحاث لم تتوقف ، ويظل السؤال الذي نفكر فيه دائما (سفينة نوح اين هي )

الطوفان العظيم :-
قبل عام 1872م لم يرد ذكر الطوفان العظيم سوى في الأثر التوراتي، وبصورة أقل تفصيلًا في القرآن الكريم، وفي هذا العام قام الباحث البريطاني جورج سميث بحل رموز أحد الألواح المكتشفة في مكتبة آشور بانيبال بنينوى القديمة، وكان هذا اللوح هو أول الألواح التي تم اكتشافها من ملحمة جلجامش، يحتوي على قصة مشابهة لقصة الطوفان الواردة في التوراة، ومنذ هذا الوقت قام الكثير من الجدل، هو تاريخية قصة الطوفان بعد أن تعززت الرواية برواية أقدم منها.

بحسب القرآن الكريم وكل الكتب السماوية تحمل قصة الطوفان عبرة أساسية وعبرة أخلاقية تتعلق بغضب الله عز وجل من الفساد الذي طغي في الأرض، وعقاب للبشرية بنزول الطوفان عليهم ليكونوا عبرة للأجيال القادمة ، وبذلك أمر الله النبي نوح ببناء قارب كبير ، لإنقاذ زوجا من كل كائن حي وأهل بيته ماعدا زوجته وابنه الذين كفروا بالله.

الطوفان في ثقافات الشرق القديم

تُعد رواية الطوفان الواردة في ملحمة جلجامش هي الأشهر والأكبر من بين قصص الطوفان القديمة، لكنها ليست النص الأوحد، وليست النص الأقدم في نصوص الشرق القديم.

يُرجّح أن النص الأقدم الذي ورد فيه ذكر الطوفان هو النص السومري، وقد وصلنا هذا النص منقوشًا على رقيم واحد مكسور، ضاع ثلثاه ويبقى منه ثلث واحد كثير التشوه، تم العثور عليه في خرائب مدينة نفر السومرية.

يقدم لنا هذا النص الخطوط العريضة التي قامت عليها كل أساطير الطوفان اللاحقة في بابل وسورية وبلاد الإغريق، وفي كتاب التوراة. وقد كان هذا النص متفردًا عن أقرانه من النصوص السومرية كما قال كريمر بأن بطله ليس إلهًا بل بشر فان.

كما تحدثت الحضارات الآخري عن الطوفان الأعظم ، واختلاف هذا الروايات لن ينكر الحقيقة الوحيدة وهي هلاك العالم ونجاة سفينة وحيده بمن عليها

في الحضارة البابلية ،قدّم البابليون ثلاثة نصوص عن الطوفان، النص الأقدم وهو نص نيبور، تم العثور عليه في خرائب مدينة نيبور مكتوبًا على لوح آجري تالف مكسور، لم تسمح حالة اللوح إلا باستعادة عدد قليل من السطور، لكن هذه السطور تعطي فكرة واضحة عن مضمون القصة، فهناك طوفان قادم، وإله يصطفي أحد البشر لينقذ الحياة، ويأمره ببناء سفينة وحمل أصناف الحيوان إليها.

 

النص البابلي الثاني ورد في محلمة أتراحاسيس، يعود تاريخ هذا النص إلى 1700ق.م، وقد وجدت في مكتبة الملك آشور بانيبال في نينوى نسخة آشورية منه، وهي ترجمة للنص البابلي داخلها بعض التعديلات، وقد وصل هذا النص موزعًا على عدة كسرات ألواح، لكن سياقها العام واضح يمكن تتبعه دونما إشكال.

يدعو الإله إنليل مجمع الآلهة ويقنعهم بخطته الجديدة التي تقوم على إرسال طوفان شامل يفني الحياة دفعة واحدة عن وجه الأرض، ثم بادر يإدارة خطته بنفسه، ولم تكن هي المرة الأولى التي يحاول فيها إنليل إفناء البشر، فقد أرسل عليهم الكوارث الطبيعية والأمراض والأوبئة عددًا من المرات، وقد قام الإله إنكي بإعطاء النصح لأحد البشر للمرور من هذه الكارثة، وقد سعى إنليل لهذا بسبب صخب البشر وضجيجهم مما أثار سأم الآلهة.

النص البابلي الثالث هو الوارد في ملحمة جلجامش، وهو النص الأهم من نصوص الطوفان بسبب وصوله سليمًا نسبيًا إلينا. إن الصيغة الأقدم لملحمة جلجامش تعود إلى العصر البابلي القديم (2000ـ1600 ق.م)، وهو العصر التي دونت خلاله ملحمة أتراحاسيس. مر النص عبر عدة تغيرات خلال ألفية كاملة، فبجوار النص القديم هناك صياغة بابلية وسيطة، وصياغة بابلية متأخرة تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، تم العثور عليها في مكتبة الملك آشور بانيبال بنينوى، وهي الصيغة التي بين أيدينا اليوم.

في نهاية رحلة جلجامش الطويلة عن الخلود وصل إلى الشخص الوحيد الخالد، وحكى له أنه نال الخلود من الآلهة عقب الطوفان، ثم يقص عليه القصة، وقد اجتمع الآلهة وقرروا إرسال الطوفان عندما رأوا أن مدينة شوريباك شاخت فقرروا إرسال طوفان لإهلاك المدينة.

إذن الطوفان، ووفقا لإجماع كل الحضارات، وتناول أكثر من 500 قصة بشكل مختلف، لا مجال لنكرانه، ويكاد يكون الحدث الوحيد الذى أجمعت عليه الكتب المقدسة، والقصص والروايات التاريخية، كل بطريقتها الخاصة، مع اختلاف طفيف فى التفاصيل، واعتبر علماء الآثار والتاريخ، أن الطوفان، يمثل حدا ما بين حضارتين لبعض الشعوب، حضارة ما قبل الطوفان، التى غرقت واندثرت، ثم حضارة ما بعد الطوفان، والنجاة

اماالحضارة المصرية ،
فإن الحضارة المصرية لم تذكر شيئا عن هذا الطوفان، بل ذهب بعض الباحثين والمؤرخين إلى تأكيد أن الطوفان لم ينل من مصر، بدليل أن التواريخ التى سجلتها القصص والروايات، الدينية والتاريخية، خاصة سفر التكوين، تؤكد أن الطوفان قد حدث تقريبا عام 2460 قبل الميلاد، وهو تاريخ إن صح، فإنه يأتى بعد بناء الهرم الأكبر بعدة قرون، فكيف لطوفان أغرق الأرض ومن عليها، لم يصل لمصر، ولم يغرق كل الآثار المهمة للدولة القديمة على رأسها الأهرامات وأبوالهول، ومن ثم فإن مصر تكون قد نجت من غرق الطوفان..؟! وإذا كانت التواريخ خاطئة، وأن الطوفان نال من مصر مثلما نال من كل شىء على وجه الأرض، فلماذا لم تسجله الشواهد الأثرية والوثائق التاريخية المصرية، التى خلفها الأجداد بعد الطوفان، مثلما ذكرته كل الحضارات القديمة الموازية للحضارة المصرية والمعاصرة..؟!

تري !! كيف صنعت سفينة نوح ! واين تقع الآن! امتي ستظهر !

يتبع ……

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: