“جرائم الذبح” موضة العصر.. والسفاحون خارجون عن السيطرة

كتب: شروق عبدالله

دماء على الأرض، أسلحة بيضاء، جثث مقطعة لأشلاء، الرأس منفصل عن الجسد، وقاتل بلا رحمة تملكه غروره واستهواه شيطانه ليرفع سكينًا يقتل نفسًا بريئة؛ والنفس هنا ليست ببعيدة؛ ففي أغلب القصص التالية هي زوجته ووالدته أو ابنته، فجرائم الذبح قصة بدأت منذ أعوام قليلة وأصبحت خوف كامن في نفوس الجميع، ظاهرة اجتاحت المجتمع المصري وأخلت بتوازنه، فهل من متصدي لها؟!

يشير المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية في مصر، أن جرائم القتل الأسري تشكل من ربع إلى ثلث إجمالي جرائم القتل، وبنسبة 92% من هذه الجرائم تتم بدافع الشرف نتيجة الشك وسوء الظن، وربما يتسق ذلك بشكل كبير مع مؤشر الجريمة العالمي، ففي 2019 احتلت مصر المركز الرابع على مستوى الدول العربية في معدلات الجريمة، واحتلت المرتبة ال26 عالميًا؛ والثامنة أفريقيًا والثالثة عربيًا؛ وفق مؤشر الجريمة العالمي (نامبيو) خلال عام 2018.

وقال المؤشر أنه حدث تطور بأنواع الجريمة وطرق تنفيذها، فالقتل العمد زاد بنسبة 130%، والسرقة بالإكراه 350%، إضافة إلى وجود 92 ألف بلطجيًا في مصر، والمسجلون خطر ارتفعوا بنسبة 55%، حسب إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية في 2017.

أشهر جرائم الذبح في مصر مؤخرًا:

“ذبحها انتقامًا لشرفه”.. تفاصيل مقتل زوجة على يد زوجها

فقد وقعت جريمة هزت أركان القاهرة، عندما قام جزار بقتل زوجته وقطع رأسها ثم جسدها ووضعها داخل فريزر، وما لبس أن تمكنت قوات الأمن بعد العثور عليها من فك لغز الجريمة والقبض عليه، وأدلى باعترافاته المثيرة؛ فقال أن الجريمة كانت بدافع الشرف بعدما كان يشك بسلوكها منذ عدة أشهر؛ ففي يوم الجريمة شاهد آثارًا لسائل منوي على ملابسها فاشتاط غضبًا وتشاجر معها فطلبت منه الطلاق فأسرع متناولًا سكينًا وسدد لها عدة طعنات، وعندما حاولت الصراخ والاستغاثة فصل رأسها عن جسدها تمامًا، وقطع جسدها لأجزاء ووضعه داخل أكياس بلاستيك في الفريزر حتى لا تنبعث منها رائحة كريهة.

“قطع لسان الكبري” بعدما حاولت الصراخ في أبشع حادثة بقنا

تلقت الأجهزة الأمنية بلاغ من أهالي مركز قوص بقنا يفيد بالعثور على فتاتين مذبوحتين في ظروف غامضة داخل منزلهما وأحدهما مقطوع لسانها، وبالانتقال والفحص تبين أن المجني عليهما شقيقتين وهما “نورهان” 18 عام، و “نهى” 14 عام، تقيمان بمفردهما داخل منزلهما بعد وفاة والدتهما وزواج والدهما، وباجراء التحريات اُثبت أن بداية الواقعة عندما تصدت الكبري لمحاولة تحرش من شاب يعمل معها، فصفعته على وجهه أمام العاملين، فأراد أن يثأر لكرامته فاستعان بأربعة من أصدقائه؛ وذهبوا إلى منزل الضحية وقطع لسانها بعدما حاولت الصراخ والاستغاثة، ونفذوا جريمتهم بعد فشلهم في الاعتداء عليهما.

“بعد العثور على نصف سيدة” عامل يعترف بذبح زوجته

فقد أدلى شاب متهم بذبح زوجته باعترافات مشينة، عندما روى تفاصيل الحادثة؛ وقال أنه ترك منطقته السكنية الأولى لقطع علاقة غير شرعية بين زوجته وشاب مقيم بتلك المنطقة؛ لكنها استمرت بعلاقتها معه وفي يوم الحادثة سمعها تتحدث على الهاتف معه وشك بنسب طفلته الصغري فأقبل على ذبحها بعدما خلدت إلى النوم وشقها نصفين باستخدام الساطور؛ ووضع كل نصف بكيس ثم ألقي بها بترعة المريوطية، لتكتشف الشرطة حيلته وتلقى القبض عليه بمنزل شقيقته.

“هرب من الشقة جريحًا” ليُذبح أمام أعين الناس

ورد بلاغ لقسم 15 مايو من سكان المنطقة بقيام “خليل.ع” عامل، بذبح عشيق زوجته بداخل إحدى عمارات العبد بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص تبين بالفعل وجود جثة لشاب داخل عمارة بدائرة القسم، وكشفت التحريات أن الجاني ارتكب جريمته بدافع الشرف حيث اتضح أن المجني عليه على علاقة غير شرعية مع زوجة المتهم، وأثناء عودة المتهم إلى منزله شاهد المجني عليه في وضع مخل مع زوجته، فقام بإحضار السكين وسدد له عدة طعنات، ثم حاول المجني عليه الهرب أسفل الشارع، ولكنه سقط أرضًا غارقًا في دمائه بمنتصف الطريق في مجاورة 12 أمام المارة.

“بهدف السرقة”.. ذبح أسرة بالبحيرة ليلة العيد

فقد شهدت عزبة الحاوي بمركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة حادث مآساوي عندما عُثر على 4 جثث لأفراد من أسرة واحدة مذبوحين داخل منزلهم أول أيام عيد الأضحى المبارك؛ وهم (السيد.ع) 60 سنة، و(عزيزة.م) 50 سنة، و(مصطفى.ا) 20 سنة، و(أحمد.ا) 11 سنة، وباجراء التحريات اللازمة تبين أن الجاني جزار وتاجر مواشي يدعى “الصافي.م”، خطط لجريمته بهدف سرقة المبالغ المالية التي تحصل عليها المجني عليه من بيع المواشي في العيد وتبلغ حوالي 60 ألف جنيه، كما أرشد عن 3 أشخاص قاموا بمساعدته في تنفيذ جريمته.

عقوبات جرائم القتل بالقانون المصري

فرق قانون العقوبات في العقوبة بجرائم القتل بين القتل المقترن بسبق الإصرار والترصد، وبين القتل دون سبق إصرار وترصد، فالأولى تصل عقوبتها للإعدام، والثانية السجن المؤبد أو المشدد، ونصت المادة 230 من القانون على “كل من قتل نفسًا عمدًا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام”.

ونصت المادة 233 على “من قتل أحدًا عمدًا بجواهر يتسبب عنها الموت عاجلًا أو آجلًا يعد قاتلًا بالسم أيًا كانت كيفية استعمال تلك الجواهر ويعاقب بالإعدام، كذلك المادة 234 نصت على “من قتل نفسًا عمدًا من غير سبق إصرار ولا ترصد يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد.

وعن الضوابط القانونية التي يندرج تحتها جرائم القتل بند الشرف، أكد الدكتور “نبيل سالم”، أستاذ القانون الجنائي بجامعة عين شمس، أنه لا يوجد نص قانوني عن عقوبة جرائم القتل بدافع الشرف، موضحًا أن العقوبة موحدة ولكن تراعي الحكومة دوافع القتل فيمكن أن تستخدم الحد الأدنى من العقوبة مراعاة للدافع وهو الحفاظ على الشرف.

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: