كوكب تاني

بقلـــم
د.طــارق رضـــوان جمعــه
تذكرنى أغنية الفنان المصرى مدحت صالخ بألة الزمان والحلم بها الذى راود ويراود العلماء منذ عهد الفراعنة وحتى الأن:
رافضك يا زماني .. يا أواني .. يامكاني
أنا عايز أعيش في كوكب تاني
فيه عالم تاني .. فيه لسّه أماني
فيه الإنسان .. لسّه إنسان
عايش من تاني
شخصيتين يحوم حولهما الغموض ، الشخصية الأولى هي “صامويل وارنر” والشخصية الثانية هي شخص يُدعى “جوزيف بونومي”. يحلم كثير من الناس ومحبي التاريخ بالسفر عبر الزمن. وأول من اقترح هذه الفكرة، كان هربرت جورج ويلز، أحد مؤسسي أدب الخيال العلمي، من خلال روايته «آلة الزمن» الصادرة عام 1885.
نشر مدرس الرياضيات والفيزياء في جامعة أوكاناجان في كولومبيا البريطانية، بن تيبيت، دراسة يقول فيها أن «الناس يعتقدون أن السفر عبر الزمن هو ضرب من الخيال، ونحن نميل إلى التفكير بأنه ليس ممكنا لأننا لا نفعل ذلك في الواقع، ولكنه من الناحية الرياضية، أمر ممكن».

ويضيف تيبيت المتخصص في نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين، أنه كرس وقته للبحوث المتعلقة بالثقوب السوداء والخيال العلمي. وإنه والفريق العامل معه تمكنوا من وضع صيغة رياضية منطقية لتصميم آلة للسفر عبر الزمن، والأوقات المختلفة، وفق ما نشره موقع «ديلي ميل».
فمنذ بدء الخليقة بدأ تحدى الإنسان لقوى الطبيعة.فبدأ يسعى للصعود للقمر. وبلغ أعمق أعماق البحار. وأخذه غروره بعلمه وأراد أن يتحدى الزمن، فأخذ يبحث عن كيفية الإنتقال عبر الأزمان. ولأن الزمن خصم عنيد، فنجد الكثير من الأساطير والروايات والأفلام التى تدور حول هذا الأمر.
فيه سد منيع عالي
وفظيع عالي وفظيع
بيني وبين نفسي
بين روحي ورسمي
بين يومي وأمسي
وإللى أتمنيته وبنيته
في الهوا بيضيع
وده مش بإديا
“صامويل ألفريد وارنر” هو شخص غريب الأطوار ولكنه مخترع بريطاني لامع للغاية ، و يعتقد البعض أنه كان مُصمم لآلة زمن حقيقية تستند في تصميمها إلى المعرفة المصرية السرّية القديمة بالإضافة إلى معارف أخرى غامضة. ويزعم البعض أن هناك “آلة” أو جهاز مُغلق عليه في ضريح ضخم وغامض مصنوع من الجرانيت في مقبرة برومبتون في غرب لندن.
“جوزيف بونومي” وهو من أوائل الأشخاص الذين امتلكوا مخطوطات لبرديات مصرية قديمة غامضة تحتوي على نصوص هيروغليفية هامة تم العثور عليها في وادي الملوك ، وفي الواقع أن هُناك من يعتقد أن جوزيف بونومي قد عرف معلومات مُدهشة من مخطوطات البرديات تلك والتي كان يحتفظ بها بسرّية بالغة وبحراسة مُشددة ، و يُعتقد أنه “ربما” قد عرف كيفية الإنتقال عن بُعد ، والسفر عبر الزمن من خلال تلك المخطوطات.
كان “صامويل وارنر” و “جوزيف بونومي” صديقين حميمين على الرغم من أن الرجلين جاءا من طبقات إجتماعية مُختلفة ، حيث كان “وارنر” عمومياً يمتلك الأموال أحياناً وأحياناً لا ، بينما كان “جوزيف بونومي” رجلاً غنياً ومتزوجًا أيضاً من “جيسي مارتن” وهي سيدة مشهورة ، و إبنة أحد أعظم وأغنى الرسامين الإنجليز في ذلك الوقت ، ألا وهو “جون مارتن” ومع ذلك كان لدى الرجلين شيئًا مشتركًاً في الإهتمام ، وهو الإختراعات العلمية و الفضول العلمي ، حيث وضعا معاً خطة لبناء و توزيع سلسلة من “مقصورات الإتصالات” أو نقاط إتصالات لا سلكية في المواقع الإستراتيجية في جميع أنحاء لندن ، واستناداً إلى المعرفة المصرية القديمة التي تم الحصول عليها من مخطوطات البردي من وادي الملوك وضع “وارنر” و “بونومي” خطة لنظام النقل عن بُعد أيضاً ، ولكن أين ؟ في المقابر.
يزعم عدد من الباحثين أنه قد تم تمويل جزء كبير من هذا المشروع الطموح المُتعلق بصناعة “آلة زمن” من قبل إمرأة غنية تُعرف بإسم “هانا كورتوي” التي أعطت الرجلين المال الكافي لبناء سبعة أجهزة نقل تقنية مُتقدمة مُستندة على أسرار المعرفة المصرية القديمة في عدد من المواقع ، وكلها كانت بداخل المقابر الرئيسية في جميع أنحاء لندن ، و في كتابه “قصص حقيقية من حالات الإنتقال عبر آلة الزمن” كتب الباحث “ريتشارد بولفانت” يقول : “يتكهن الباحثون أنه في مُقابل رعايتها المالية – أي هانا كوروتوي – فقد وعد كُلاً من وارنر وبونومي ببناء نوع خاص من الأضرحة لـ هانا كورتوي وثلاثة من بناتها ، ومن شأن ذلك الضريح أن يسمح لهن أن يتحايلوا على الموت عن طريق نقلهم إلى موقع آخر في الوقت المناسب !” غريب حقاً . ولكن لسوء الحظ توفيت “هانا” قبل أربع سنوات من بناء الضريح المُخصص لها ولبناتها ، ودفنت في مكان آخر.
ويضيف “بولفانت” : “لكن على ما يبدو أن الضريح يحتوي على أحد أجهزة النقل الفضائي التي أنشأها صامويل وارنر و جوزيف بونومي ، أو أنه بمثابة بوابة للسفر إلى مكان آخر باستخدام ذلك الجهاز” في الواقع أنها قصة مُثيرة جداً للإهتمام ، حتى أننا نرى بوضوح أن ضريح كورتوي له مظهر من المعالم الأثرية من مصر القديمة ، ولكن هل كل ذلك يعني أن هذا الضريح الغامض يحتوي على آله للسفر عبر الزمن ؟ أتمنى ذلك ، ولكن لا أحد يعلم ، أو ربما أن البعض لا يريدوننا أن نعلم .
أخيراً في عام 1853 توفي “صامويل وارنر” في ظل ظروف غامضة جداً ، أن البعض يدّعي أنه قد دفن في مقبرة برومبتون أيضاً ، ومع ذلك تشير بعض السجلات إلى أنه لم يتم العثور على جثته إطلاقاً ، ولا يوجد في مقبرة برومبتون ولا في أي مقبرة أخرى ضريح يحمل إسمه.
ولن يتم حل هذا اللُغز حتى يتم إدخال “مفتاح” ذلك الباب البورنزي الضخم في ضريح كورتوي ليتأرجح الباب الثقيل ويندفع للخلف ويكشف عما في داخله ، ولكن في الواقع لا يوجد مفتاح إطلاقاً لهذا الباب ! كذلك من المعروف أن السُلطات البريطانية تمنع منعاً باتاً أي شخص تسول له نفسه الإقتراب من ذلك الضريح بهدف الكشف عما في داخله .
مكبوتة في قلبي أحلام محصورة
وحطام أفكار أيتام مبتورة
وآمال مطوية
بتعافر فيّا
وكأن أواني كان لسّه شوية
وف وسط الناس والزحمة
تاه الإحساس والرحمة
ضاع مني سلامي
تاه حتى كلامي
ضاق بيا مكانى
كداب يا زمانى
يتحدث الباحث المتفائل جداً “تيبيت” فى هذه الدراسة، إستنادا إلى نظرية أينشتاين، عن إنحناء «الزمكان» الذي يعكس إنحناءات مدارات الكواكب. ويشرح قائلاً أنه إذا كان «الزمكان» مسطحاً من دون انحناءات، فإن الكواكب والنجوم ستجول في خط مستقيم، بالقرب من نجم واحد كبير. وتابع قائلاً إن «هناك أدلة مبرهنة علمياً على أننا كلما اقتربنا من الثقب الأسود، كلما كان الوقت أبطأ. يستخدم نموذحي الخاص لآلة السفر عبر الزمن ما عرف بالزمكان المنحني، لطي الوقت في شكل دائري للمسافرين وليس في خط مستقيم ثابت. وهذه الدائرة هي السر! هي التي يمكنها أخذك إلى الوقت المناسب، عبر تحديد الزمان والمكان بمسار   دائري».

لا يزال تيبيت في أول المشوار. فتحتاج هذه الخطة لكثير من العمل للانتهاء من الصيغة الرياضية للآلة. وعلى الرغم من إمكانية صنع آلة الزمن من الناحية الرياضية، فإنه «ليس من الممكن تطبيق ذلك الآن، لأننا نحتاج المواد الغريبة، لطي الزمكان، والتي لم يتم اكتشافها بعد، وتحتاج لسنوات من البحوث والاختبارات».

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: