همسات حائرة

كلمات د/زينب دغيش

منذ أن غادرت بيت والدها وتزوجت وأصبح لها أسرة هي كل حياتها نجحت في بث السعادة في أسرتها ونسيت نفسها، أفنت حياتها وذاتها في سبيل الوصول بأسرتها للسعادة التي تتطلع إليها أي اسرة. مرت السنين ومر معها العمر وأعانها الله بالوصول بأبنائها إلى برّالأمان. ووجدت نفسها في الآخر تعيش وحدها الكل أصبح له حياته وهي تشعر بأحساس كبير بفقد الدفئ الأسري، وأحساس الوحدة رغم أنشغالها بعملها. وفي ظل هذا الأحساس المؤلم, أنعم الله عليها بحبيب وحب ملأ قلبها وشغل كيانها، ولكنه كان سبب أيضاً في حزنها أغلب الأوقات بدلاً من أن يعوضها ما تفتقده من دفئ وحنان. تأخذها دايماً أفكارها وهي تجلس في ركنها المفضل من غرفتها وتحيط بها المزهريات بورودها الجميله المختلفة الألوان والرائحة. وفي ظل الضوء الخافت الرقيق الذي يحيط بها تملأ مقلتيها بعض العبرات، وتنساب الدموع على خديها. وتُحدثها نفسها بهمسات مليئة بالحزن: أشعر أني أعيش الحرمان لبعدي عن حبيب قلبي، رغم أني أعلم أنه يحبني، لكن لا، لا أعتقد أنه يحبني، لم يكن حب . أنا أحاول أقناع نفسي أني أشعر بحبه، لكن تصرفاته وتعامله معي لا يؤكد لي حبه، هي كلمات أسمعها كبلسم للجروح، أو عطر يبعث شذاه ليملأ كل كياني’ أو نسمة هواء باردة في صيف شديد الحرارة, لكني أفتقده, كطفل شارد تاه في طرقات الحياة باحث عن أمه.

أشتاق لرؤياه، أشتاق للحديث معه، أشتاق وأتمنى لمسه يديه. أطوق ولو لسماع سيرته. كم أتلهف لرؤيته وأشعر بأنكسار لشعوري لعدم لهفته لرؤيتي.

معلومة تهمك

دائماً يؤرقني صراع بين القلب والعقل. وقلبي غلب عقلي وفكري. أضعفتني مشاعري. ولكن عقلي يرفض ذلك الضعف.

كم فكرت في البعاد لأقتناعي بعدم حبه الحقيقي، أنا مقتنعه بحبه للحالة التي عاشها وأحسها معي ولكنه لم يحبني لشخصي. فلو كان حبه لي حب حقيقي، لسعى إلى لقائي.و ولكنني بمجرد سماعي لكلماته أو نداءه أتراجع عن فكرة البعاد وأخضع لحبه. ولكن مازال عدم أقتناعي بأنه يحبني يسطر عليا.

أنه دائم الحلم بي، يشتاق لي يضمني، يداعبني، يقبلني في أحلامه فقط. كم تمنيت كل لحظة كل سكنة في حلمه أن تتحول إلى حقيقة. ولكن من الواضح أنه يكتفي بالأحلام. لا أدري ما بداخله أهو حب حقيقي؟ أم أمنية لكي يشعر بحالة الحب؟

كم تمنيت أشاركه حياته ولو تنازلت عن كل حياتي لأرضاءه وراحته وأسعاده.

كم تمنيته شريك لما تبقى لي من رحلة العمر. لكن لا جدوى. أني أعيش معظم أيامي وحيده، يؤنسني دمع العين في سهدي وفي وحدتي. أعيش مع أفكاري وأشواقي وأشتياقي لضمته لجلسته والشعور بحنانه. ولا مجيب.

أهكذا أرضا الحياة وأعيشها أيام وحسب؟

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: