مش عوايدك

كتبت/صفاء فوزي
باحث في المجال الاجتماعي و الاقتصادي
الانسان بطبعه اجتماعي يحب دائما أن يكون ضمن جماعه و يصبح له عادات معاهم و يتألف البعض عليها و مع مرور الوقت تصبح العادات جزء من الحياة و روتينها اليومي و تتوقف أحيانا امام بعض الأشخاص الذين يغيرون من عوايدهم بدون اسباب منطقيه اما بتجاهل الاخرين أو الصمت الغير معروف و من هنا جاء البحث عن عوايد الإنسان و طبيعته طبقا لوضعه الاجتماعي و يظهر لنا ان لكل شعب عاداته وتقاليده المتفرد بها، فهي السمة البارزة التي تميزه عن سواه باعتبارها مجموعة قيم تربوية يتمسكون بها اعتزازا بأصالتهم، و هي غالبا ما تكون مستمدة من الدين والتاريخ والحضارة والأرض، ووليدة عقول الحكماء والبسطاء وحصيلة التجارب العملية على ارض الواقع، ونحن كمجتمع لدينا عادات وتقاليد ايجابية تعتبر ثروة اجتماعية خالدة قائمة بكل الأزمنة وتشكل هوية الأفراد والجماعة، يقابلها ما هو سلبي ودخيل على المجتمع ومع اختلاط السلبي بالايجابي وغزو الوسائل التكنولوجيه التي أسهمت بتداخل الثقافات واختلاط المفاهيم، اخذ البعض يرى أن العادات والتقاليد هما حجر العثرة التي تبطئ النجاح أو تقتله واليد الخفية التي تمسك بالإبداع والتطور وتسجنه، و من هنا جاء التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بطريقه معها تغيير اصيل في العوايد التى نشأ عليها المجتمع فأصبح الاتصال بمنشور و التواصل بعلامة الإعجاب و الاطمئنان علي الاخرين من صفحاتهم الشخصيه و بدأ يتلاشى الحوار الدافء بين الأصدقاء و المشاعر الجميله بين الاسره الواحده و أصبحت مجموعات الواتس هي التواصل العائلي بين الاخوات و الآباء و الأبناء هل هذا ما كنا نحتاج إليه من هذه التكنولوجيا الحديثة لدعم العادات الجميله و التى كان معها الشخص يشعر بالدفء و الأمان مع اهله و اصدقاء الطفوله و الشباب انها الثورة الحقيقة علي كل اصيل و لكن ثوره صامته تزحف بهدوء مخيف لتغيير كل معتقد لدينا حتى نجد انفسنا امام مجتمع يختلف تماما عن ما هو كان، بزيادة العنف و التفكك و الانحراف و استخدام التكنولوجيا في التزييف للاصوات و الصور و المشاعر، تغيرت العوايد و أصبحت عادات غير عادتنا و تقاليد لا نعرف عنها شيء ،و لكل مرحله زمنيه ايجابيتها و سلبياتها و لكن ان يصل الأمر إلي اختفاء المشاعر التى هي اصل التعامل بين البشر انه ناقوس الخطر الذي يدق داخل كل بيت ، الان انظر إلى نفسك و اخوتك أصدقائك اولادك أصبح الكل علي الشاشه لا تشعر بهم و لا يشعرون بك و هذه هي الغربه الحقيقية في الوطن لا تجعلوا عاداتنا الجميله تختفي و تتغير و ننظر إلي أنفسنا في حالة عدم تصديق إلي ما وصلنا اليه و يكون الرد المنطقي مش عوايدك… انتبهوا قبل فوات الأوان
اجتمعوا مره اخري .. تواصلوا حقيقيا … تحدثوا كثيرا
لا تترك من يحبك وحيدا حتى لا يظن انك تغييرت…ازرع ذلك فيمن حولك …. كن مصدر التواصل و اجعلهم كذلك بالنسبه لك حافظ علي من تحب و اجعل المشاعر الحقيقية عادتنا الجميله و التواصل في كل الظروف تقاليدنا الاصيله
دمتم سالمين

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: