هكذا علمونا
بقلمي / حامد ابوعمرة
علمونا منذ الصغر أن علينا أن لا نسبح أبدا ضد التيار فغرسوا فينا الرهبة والفزع والضياع على أقرب صخرة نرتطم بها عبر مواقف حياتنا ، ولو علموا أن السباحة ضد التيار كم تزيدنا قوة، وإرادة وتنمي فينا روح التحدي والصمود.. هم بقولهم تصوروا أن في ذلك النجاة من الطوفان ،والرسو على الجودي حرصا على حياتنا، ولا يعلمون أنهم برؤياهم الضيقة يدفعوننا رغما عنا لنأوي إلى جبل ظآنين أن ذاك الجبل يمكنه أن يعصمنا من الماء ..! وعلمونا أن الحب خطيئة، وان الذي يصرح بالحب يتهم بسوء الأخلاق وتجاوزه حدود الأدب والذوق العام وكأنما قد ارتكب فاحشة كبري لا تغفر، فينظر إليه المجتمع وكأنه مجرما يجب أن تتم محاكمته في ميدان عام رميا بالحجارة ليتطهر من تلك الخطيئة..! ، ولما كبرنا علمنا انه لولا الحب لما سعى آدم في بداية الخليقة للبحث عن حواء حيث طاف مشارق الأرض ومغاربها بعدما تفرقا عند نزولهما ، ولولا الحب لماكانت هناك حياة، ولما كانت لنا اية طموحات، ولا آمال يمكنا أن نبنيها فوق السحاب ،ولولا الحب لرحل الإنسان عن دنى البشر واكتفى بالعيش بعيدا طريدا وسط الوحوش الضارية أو في كوخ صغيرا في البراري ، وعلمونا أن في السقوط اي سقوط معناه الفشل، ولو علموا أن البئر كلما تعمقنا به أكثر كلماازداد الماء عذوبة وصفاء ، وأن المطر يتساقط من السماء فيحيي الأرض العطشى بعد موتها .