وصية لويس التاسع أصل حروب الجيل الرابع

كتب:المؤرخ العسكرى د. أحمد على عطية الله
قد يعتقد البعض أن مايطلق عليه حروب الجيل الرابع القائمة على تدمير الأمم من الداخل واسقاطها بأيدى أبنائها هى وليد ماتفتق عنه فكر المتربصون بأمتنا وشعوبنا فى هذا العصر .. ولكن أذا ما تأملنا وصية الملك الفرنسى لويس التاسع بعد فك أسره من مصر لكيفية التغلب على المسلمين لوجدنا أن هذه الخطط المدمرة لها أصول قديمة فماذا حدث للويس التاسع وماهى وصيته التى لازال يعمل بها حتى الآن؟
في السادس من ابريل عام 1250 م وقع ملك فرنسا لويس التاسع في أسر المسلمين، بعد هزيمته في معركة المنصورة الخالدة و فرت جيوشه مهزومة مدحورة ، بعد ان وقع الآلاف منهم بين جريح و قتيل و أسير . و كانت هزيمة الصليبيين ماحقة في معركة المنصورة ، جعلتهم لا يفكرون ثانية بغزو بلاد المسلمين لقرون .
و بعد ان قدم لويس التاسع فدية كبيرة للمسلمين ، تم اطلاق سراحه ، فكان أول عمل قام به بعد تحريره من الأسر شرائه مئات المخطوطات الثمينة والنادرة وحملها إلى سفينته على 14 بغلا ً.و يقول المؤرخ “جوانفيل” الذي رافق لويس : “إن خلوة لويس في معتقله بالمنصورة أتاحت له فرصة هادئة ليفكر بعمق في السياسة التي كان أجدر بالغرب أن يتبعها إزاء المسلمين !!” ،و من ثم فبعد وصول لويس التاسع إلى فرنسا توجه إلى أتباعه بالوصية التالية ، التي اعتبرت وثيقة هامة حفظت في دار الوثائق القومية في باريس، يقول فيها الآتي :


” إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلي:
أولاً: إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً في إضعاف المسلمين .
ثانياًَ : عدم تمكين البلاد الإسلامية و العربية أن يقوم فيها حكم صالح .
ثالثاً: إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
رابعاً: الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه، يضحي في سبيل مبادئه.
خامساً: العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة.
سادساً: العمل على قيام دولة غربية في المنطقة العربية تمتد حتى تصل إلى الغرب .”
و يقول المستشرق (هانوتو) و هو مستشار سياسي لوزارة المستعمرات الفرنسية في أواخر القرن التاسع عشر : “لقد تركزت أهداف الحروب الصليبية قديماً في استرداد بيت المقدس من المسلمين البرابرة، ومما يزعج الغرب بقاء لواء الإسلام منتشراً على مهد الإنسانية، ولذا يجب أن نعمل على نقل المسلمين إلى الحضارة الأوروبية بقصد رفع الخطر الكامن في الوحدة الإسلامية وأفضل طريق لتثبيت ولاية المستعمر الأوروبي على البلاد الإسلامية هو تشويه الدين الإسلامي، و تصويره في نفوس معتقديه بإبراز الخلافات المذهبية و التناقضات الشعوبية و القومية و الجغرافية مع شرح مبادئ الإسلام شرحاً يشوهها وينحرف بها عن قيمها الأصلية، وتمجيد القيم الغربية والنظام السياسي والسلوك الفردي للشعوب الاوروبية” ..
فهل سنعى نحن العرب والمسلمون هذا المخطط الذى رسم لنا من قرون عديدة ولازال ينفذ بدولنا وبأيدينا ؟
أم سنتغابى ونسير على الخط الذى رسم لنا لتدميرنا واستنفاذ طاقتنا ومحو هويتنا
الله المستعان و لا حول و لا قوة الا بالله

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: