ادمان الروح

كتبت سالي الصعيدي

ادمان الروح

لا حياة بلا تعلق ولا فقد بلا ألم
من أخطر الأشياء أثرا على الأنسان وأشدها ضررا نفسيا التعلق الشديد بالأشخاص أو الأشياء ويحذر العلماء المتخصصون كل من يرغب في حياة هادئه غير مضطربه يحذرونه من التعلق بالأشخاص أو الأشياء
فهل بالأمكان تجنب التعلق ؟
من الصعوبة بل من الأستحالة أن تجد أنسانا ولد وعاش على سطح الأرض لم يتعلق بشئ ما بل أن تعلق الجنين بأبويه يولد معه وينمو ويكبر ويكبر معه التعلق بالأشياء والأشخاص والأماكن والذكريات
الفقد..
الفقد أو الترك هما مصدر القلق والخطر من التعلق وهما مصدر أحتمالي ولا ينبغي أن يرتبط ما هو حتمي بما هو إحتمالي بطبيعته فإن كنت سأتعلق بمن أحبه أفلا أطلق لمشاعري أن تتعلق به خوفا من لحظة الفقد أو الترك أننا لو قيدنا مشاعرنا الجميلة والرقيقة والطيبة لأجل إحتمالية وقوع مكروه أو سوء سنحيا مجردين منها
لكن المشكلة تبدو في التعامل مع الفقد أو الترك متى وقعا مع التعلق بما فقدناه أو تركناه فالأستعداد النفسي للفقد أو الترك والتعايش مع أحتمالية حدوثه هو الطريق الوحيد لعدم إنكسار المشاعر وألم التخلي والبعد والأشتياق والحنين
والأستعداد النفسي لتقبل الفقد أو الترك ليس معناه تجميد المشاعر أو الحجر عليها وكبح جماحها حتى لا يتزايد حجمها وتتعاظم
إنما الأستعداد النفسي للفقد أو الترك ينبغي أن يقوم على الأيمان بالمقدرات والأسباب فسيان كان سبب الفقد قدريا أو بالتخلي الشخصي ففي كل الأحوال يجب على الشخص أن يسلم بأن ما فقد منه أو تركه لم يكن ليستمر وأن قدره الأنتهاء وما وقع هو النصيب المقرر فهو إما قضاء الله الذي لا مفر من قبوله لأنه حكم آمر على كل العباد
ومن هنا فإن التوازن بين التعلق والفقد هو إدراك أن التعلق الأولى ليس ضررا في ذاته إنما الضرر في أستمرار التعلق بعد تحقق ما قدر أن يتحقق من فقد أو ترك
أصعب أنواع التعلق هو ” التعلق بالروح ”
التعلق بالروح أعمق وأخطر من احساس التعود ….
التعود شئ فرضي بتنفذه الأيام
لكن التعلق بروح إنسان هو إحساس يفوق ” الحب ” بكثير
شئ بيشبه ” الإدمان “

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: