جراح لا تندمل
سامية خليفة /لبنان
جراح لا تندمل
الوجهُ ينادي الأطيافَ كي تتبعَهُ
تترنَّحُ خاويةً من الأجسادِ
هي جثثٌ تمشي
فوق جسرِ الأملِ
تحملُ همومًا مثقلةً
كما ثقلُ جبال
تتنامى على أكتافٍ تتقوَّسُ
تتقرحُ زنودٌ غرزتْها مساميرُ الزَّمنِ
أطيافٌ تمشي تعبرُ صحراءَ قاحلةً
أين الأفنانُ
أين الخمائلُ ؟!
لا عجبَ فقدْ سرقَ منها
العقل الأخضرَ
دكَّ المنطق
صارَ الحقلُ بِلا أسوارٍ
ماتَ الواقع
صارَ الرِّزقُ أصفرَ
ها هي الأطيافٌ تمشي
بلا أصواتٍ بلا بصماتٍ
سلخوا مِنَ الجلْدِ الجَلَدَ
صارَ الأحياءُ أمواتًا
نحيبُهم يعلو الآفاقَ
الفرحُ الذي ارتدى يومًا ثوبَ البهاء
أيضًا ماتَ
جراح تبللها دموعٌ مُحْرقةٌ
تنهمرُ كحبَّاتِ لؤلؤٍ
خلْفي الدَّمار
النزف يوقظ جراحا
ما زالت طرية
الناي تشرق من بين ثقوبه
ألحان الحزن
سأتركه منسيا باردًا بِلا شفاه
ها نحنُ ننتظرُ شمسًا
غيَّبها ظلامُ الخذْلانِ
هذا الصباح
في ركن من العالم منسي
مات فرح
كان يشق الدرب ليخرج من بين الظلال
لكن تبا
لأيادي الغدر التي كفنته