النَّجَاةُ

النَّجَاةُ

للشاعر/ محمد الشريف

عَجِّـــلْ فَإنَّا مِنَ الأَحـزَانِ فِي سَأَمِ  *** وَاسْأَلْ رُفَاتًا يجبْكَ العَظْمُ فِي وَجَمِ

 أَنَـا المُعَلَّــقُ فِي أَحْبَـالِ مُعْضِلَـــةٍ *** عَلَى كَرَاسٍ مِن الأَهْوَاءِ فِي الظُّلَمِ

مِن الذُّنُوبِ مَدَدْتُ القَلْـبَ أُضْرِمُهُ *** وَالرُّوحُ نَادَتْ عَلَى مَوْءُودَةِ الهِمِمِ

نبْكِي السِّنِينَ فَيُبْكِي جَهْلُنَا سُحبًـا *** آيٌ تَمُــرُّ بِنَـا وَالنَّفْسُ لَــمْ تَصُــمِ

وَالجُورُ يَسْرِي وَفِي إَقْبَالِهِ شَغَفٌ *** وَالعَدْلُ مِيْزَانُهُ كَالتَّمْرِ فِي الصَّنَمِ

هِمْنَا بِـهِ إِنْ يَكُـنْ فِي صَفِّنَـا ولهًا *** مِثْــلُ التَّقِـيِّ بِالأَسْحَارِ فِي الحَرَم

إِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا فَجَاحِدٌ وَقِحٌ *** وَنَقْضِم الرَّأْسَ بِالأَقْـدَامِ فِي نَهِمِ

يَا كٌلَّ مَطْعُونَةٍ وَالجُوعُ رَقَّ لَهَـا *** وَالمُتْخَمَاتُ لَبِسْنَ المَـاسَ كَـاللًّقَــمِ

يَا دَمْـــعَ مُرْتَعِــدٍ وَالــبَرْدُ مُنْتَفِضٌ *** يَا صَرْخَةً جَمُدَتْ وَالصَّمْتُ لَمْ يَقُمِ

يَا طِفْــلَ إِفْــرِيْقِيَـا العَــارُ يَـرْمُقٌنَـا *** قَــدْ لُطِّـخَ العَـارُ مِـنْ إذْلَالِهِمْ بِــدَمِ

وَالأَبْيَضُ الحُرُّ يُخْلِي بَطْنَهَا دُرَرًا *** يَا عَارِيًا جَاءَنَا بِالجُـــورِ وَالنِّقَـــمِ

يَا صَيْحَةً سَكَتَتْ فِي هَوْلِهَا وُطِأَتْ *** فَالمُجْبَرَاتُ دَفَـنَّ العِزَّ فِي السَّقَـــمِ

يَا قُــدْسُ مَعْــذِرَةً إِنْ كُنْتُ مُـدَّعِيًا *** فَالقِــرْدُ يَلْهُــو وَفِي أَحْلَافِهِ ذِمَمِي

أَيَّامُ دَهْرِي بِهَا الأَسْقَامُ قَـدْ جُمِعَتْ *** يَا أُمَّتِي أَنْتِ شَــامَــةٌ عَلَى الأُمَــمِ

هَلَّا نَفَضْتِ غُبَارَ الضَّيْمِ عَنْ حَرَمٍ *** هَلَّا جُمِعْتِ مِـن الأَنْــوَاءِ وَالقِمَــمِ

كُنَّا نُضِيءُ رُبُوعَ الكَوْنِ مِنْ يَمَـنٍ *** أَنَّى لَنَا نَلْبَسُ اللإِنْكَاسَ فِي الْهَرَمِ

طَــوْقُ النَّجَــاةِ كِتَــابُ الله نَرْفَعُـهُ *** خَلْــفَ النَّبِيِّ نَمُــدُّ العَـــزْمَ بِالقَلَــمِ

شِـــرَاعُنَا عَمَــلٌ وَالـــوِدُّ يَحْـرُسُنَا *** مِجْــدَافُنَا تَـوْبَةٌ وَالفَــوْزُ فِي الشِّيَـمِ

يَا مَجْلِسَ الأَمْنِ هَلْ لِلْأَمْنِ مُلْتَجَأٌ *** أَمْ مِثْلُ ضَبْعٍ طَوَاهُ الجُــوعُ لِلْبُهُــمِ

فِإِنْ أَرَدْتُـمْ نَجَــاةً مِـن جَـرَائِرِكُــمْ *** رُدُّوا المَظَالِـمَ إِنَّ الــذِّكْـرَ فِي إِرَمِ

لَا الطِّبُ يُجْدِي وَلَا الإِدْبَارُ مَكْرُمَةُ *** لَا شَيْءَ غَـــيْرُ دُعَــاءِ اللهِ والنَـــدَمِ

فَكُــلُّ عَــامٍ وَأَنْتُــمْ فِي بَـوَاطِنِكُــمْ *** هُوَ الــرَّقِيْـبُ وَإِنْ نِمْتُـمْ فَلَــمْ يَنَـمِ

سَكَبْتُ هَمِّي عَلَى شَوْقِي بِمِحْبَرَتِي *** عَــلَّ الإِلَـهَ يُجِــيْرُ القَلْـبَ بِالكَــرَمِ

يَا دَمْــعُ عَجِّلْ فَبِالأَكْــوَانِ مَلْحَمَـةٌ *** فَالْأَمْـرُ جدٌّ وإنَّ المَــوْتَ فِي صَمَـمِ