المشهد الخامس…بلقيس تستشير قومها
الكاتب / السيد سليم
المشهد الخامس يجمع الملكة بلقيس ملكة سبأ وأصحاب الفهم والرئ من قومه لتنظر فيما أرسله سليمان
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجـَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلـَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ..
لما قرأت عليهم كتاب سليمان استشارتهم في أمرها، وما قد نزل بها؛ ولهذا قالت: يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِأي: حتى تحضرون وتشيرون.
حَتَّى تَشْهَدُونِ يعني بحضرتكم، وسمتْ المشورة فتيا أَفْتُونِي باعتبار ما تتضمنه من حل ما أشكل عليها.
قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ أي: مَنوا إليها بعَدَدهم وعُددهم وقوتهم، ثم فوضوا إليها بعد ذلك الأمر فقالوا: وَالأمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ أي: نحن ليس لنا عاقة ولا بنا بأس، إن شئت أن تقصديه وتحاربيه، فما لنا عاقة عنه، وبعد هذا فالأمر إليك، مري فينا برأيك نمتثله ونطيعه.
قال ابن عباس: قالت بلقيس: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً، : وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ.
ثم عدلتْ إلى المهادنة والمصالحة والمسالمة والمخادعة والمصانعة، فقالت: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ أي:وتوقف عند مشهد المراوغة والمادة لننظر في اللقاء القادم كيف كان رد فعل سليمان علي مخادعة بلقيس له وإرسالها هدية لعله يقبلها ويكف بأسه عنها…