كائن فضائي


كائن فضائي
قصة قصيرة. . .

بقلم مصطفى حسن محمد سليم
تعلقت أنظار العالم بشاشات التلفاز لمتابعة ذلك المؤتمر العلمي لوكالة ناسا، ومرت دقيقة قبل بداية المؤتمر ظهرت فيه على شاشة القاعة المنعقد فيها المؤتمر إشارة صوتية ضعيفة غير واضحة بشكل تام، وبعد أن تم عرضها وقف زيجلسترا مدير قسم الفيزياء الفلكية في ناسا وهو يقترب من الميكرفون الموضوع على منصة المؤتمر وهو يقول هذه الإشارة الصوتية، التي تم عرضها الآن قد تم رصدها على جميع الموجات اللاسلكية في أنحاء العالم على كوكب الأرض في توقيت واحد بعد أن تم التشويش على هذه الموجات اللاسلكية بتكنولوجيا متطورة جداً، وقد عكف مجموعة من العلماء في كافة التخصصات في محاولة لفهم معنى هذه الإشارة الصوتية وتفسيرها بشكل محدد وواضح وقد حدث ذلك بالفعل، بعد مرور فترة طويلة من التقدم العلمي في الفترة الأخيرة، واقتحام مجال الفضاء ومحاولة للبحث عن كواكب مماثلة لحياة الأرض تصلح للحياة عليها، نظراً لما قد يترتب عليه في المستقبل من ارتفاع نسبة التلوث الكبيرة على الكرة الأرضية، واستحالة الحياة عليها، مما قد ينتج عنه في المستقبل من نفاذ لموارد الأرض بفضل تغيير المناخ المستمر، والذي قد يكون سبب في نهاية الحياة على الأرض، وقد تم تحليل معنى هذه الإشارة الصوتية بالفعل، والتي كانت بداية وجود دليل علمي وأيضا دليل إثبات جديد على أن هناك كائنات عاقلة تشاركنا الحياة في هذا العالم، وأنها سوف تقوم بزيارة الأرض في الفترة القادمة، فقد تم تسجيل أول حالة ظهور لهم في تشرين الأول/أكتوبر 2017 عندما لاحظ علماء الفلك وجود جسم يتحرك بسرعة كبيرة، ولم يكن ممكنا إلا أن يكون قد أتي من نجم آخر، وهي أول حالة مسجلة لدخيل بين النجوم، لم يبد أنها صخرة عادية لأنه بعد انطلاقها نحو الشمس، تسارعت وانحرفت عن المسار المتوقع مدفوعة بقوة غامضة، وهبط المسافر أيضًا بطريقة غريبة، وفقا للطريقة التي جعلته أكثر سطوعا وخفوتا في تلسكوبات العلماء، وكان مضيئا بشكل غير عادي ما يشير إلي أنه مكون من معدن لامع ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف حالات رصد السماء بحثا عن أي أشارة لوجود كائنات عاقلة تعيش خارج غلاف الكرة الأرضية يمكننا التواصل معها من أجل تطوير الحياة علي سطح الكرة الأرضية وسوف ننتظر ماتفصح عنه الأيام القادمة. . . .
أجبر تغيير المناخ في ذلك اليوم العديد من سكان العالم البقاء في منازلهم، وفضل البعض متابعة شاشات التلفاز التي أنقطع إرسالها فجأة وتم بث صورة لطبق فضائي يهبط على سطح الكرة الأرضية، قبل أن تمر عدة دقائق أخرى ومازالت الصورة مثبتة علي جسم ذلك الطبق الفضائي اللامع، قبل أن تخرج منه أنبوب رفيع التصق بالأرض وهبط منه ذلك الكائن الفضائي يحمل هيئة لجسد إنسان غير واضح المعالم يرتدي خوذة كبيرة في رأسه، وعندما بدأ في رفع الخوذة عن وجهه ظهرت ملامح للرجل من الجنس البشري، ثم بدأ في التحدث إلي سكان الأرض وهو يقول لهم لقد أرسلنا من قبل إشارة صوتية لسكان الأرض لتوضيح أن هناك حياة عاقلة أخرى تشارككم الحياة في عالمكم هذا، أنا أعرف أنكم كنتم تتوقعون ظهور نوع آخر من الكائنات من خلال هذا الطبق الفضائي كما كنتم تقومون بتصويرها من خلال أفلام الخيال العلمي التي كنتم تصنعونها على مدار الفترة الماضية من خلال حياتكم علي الأرض، ولكن للأسف لا وجود لهذه الكائنات سوي في عالم السينما فقط، نحن كنا من سكان كوكب الأرض في السابق، وبفضل تكنولوجيا متطورة ستصلون إليها بعد مئات السنين الضوئية من الآن، استطعنا خلق نوع من الحياة على أحد الكواكب خارج المجموعة الشمسية بعد أن وصلت حالات التلوث على الكرة الأرضية لأعلى مستوى لها، مما جعل الحياة شبه مستحيلة علي كوكب الأرض، وبفضل تكنولوجيا متطورة أخرى استطعنا التحكم في عنصر الزمن، وعبور البوابات الزمنية التي كانت تفصلنا عن الماضي للوصول إليكم، وفي هذه الفترة بالتحديد، لأن الكرة الأرضية معرضة لكارثة قادمة قد تنهي الحياة على كوكب الأرض بالفعل، لتعرض الشمس للانفجار خلال الفترة القادمة، وقتها سوف ينهار النظام الشمسي بالكامل، لأنه حينما ينفد وقود الشمس من الهيدروجين سوف تنهار الأغلفة الداخلية للشمس علي ذاتها، ما يدفع الأغلفة الخارجية – كرد فعل – إلي التضخم بسرعة والتحول إلي اللون الأحمر بسبب انخفاض حرارة سطحها إلي النصف تقريبًا، ثم ستتحول الشمس بعد ذلك إلي سديم كوكبي ولن يمتلك بعدها أية درجة من اللمعان تجعله ظاهرًا، وعند هذا الحد لن تكون الأرض صالحة للحياة، حيث إن القمر يبعد عن الأرض بقيمة حوالي أربعة سنتيمترات كل عام، مما يعني أنه سيفلت من مدارها خلال مليار ونصف مليار سنة تقريبًا ووجود القمر ضروري للحياة علي الأرض، وهذا يعني أنه أنكم لن تكونوا موجودين وقتها لتشهدوا نهاية الشمس هذه، وهذا مادفع سكان كوكبنا إلي التدخل السريع لأنقاذ سكان كوكب الأرض من هذا الهلاك المبين القادم لكم، سوف نقوم بإرسال المزيد من السفن الفضائية المتطورة في الفترة القادمة، والتي تصلح لنقل جميع سكان الأرض إلي كوكبنا في الفترة القادمة، ثم بعد ذلك صعد ذلك الإنسان الفضائي إلي مركبته وأختفي بسرعة الصوت في قلب السماء، وقد أنقطع بعدها البث الفضائي له.

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: