غلبت اصالح في روحي

غلبت اصالح في روحي
كتبت: صفاء فوزي
باحث في المجال الاجتماعي و الاقتصادي

اغنيه جميله لسيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم كتبها المبدع /احمد رامى و نسج الحانها الرائع /رياض السنباطى
سمعتها مرات عديدة و لكن عندما سمعتها اليوم توقفت عند هذه الكلمات الرائعه (مجروح وضامم جناحه على الجراح اللى فيه الليل يردد نواحه طول ما أليفه مجافيه)
هل فعلا يصل الأمر ببعض الاشخاص ان يسهروا الليل كله حزنا علي شخص بعيد عنهم أو ان يحتوي أحدهم الامه و جراحه بمنتهى القوة حتى لا يحتاج إلي أقرب شخص له في الدنيا نظرا لانه بعيد عنه و بتحليل الجمله و الموقف و النفس البشرية وجدت أنه ممكن ان تتحول المشاعر مع القسوة و الشدة مع التجاهل و الغضب تتحول من مشاعر الحب و العطاء إلي مشاعر البعد رغم الاحتياج رغم وجع الفراق و أحيانا يكون البعد هو الحل الأنسب و الأفضل و يظل الشخص يقاوم الحنين و يداوي الجراح المترتبه علي البعد بمنتهى القوة و الشجاعه حفاظا منه علي كرامته و علي ما تبقى من مشاعر جميله و ذكريات اجمل و تظل المحاولات حتى يصل إلي قوة النفس التي تساعد علي ذلك و عليه كانت الكلمات معبرة كلوحه جسدت معاني الام الفراق في منتهي الحزن و الشجن .
فالإنسان مهما كانت قوته يحتاج إلي ونيس للروح إلي من يحتوى مشاعره من افراحه و أحزانه في كل حالاته فإذا وجده في الدنيا اطمئن و ارتاح و اذا فقده كانت شدة الجراح لا توصف و يدخل الشخص في صراع بين الاحتياج إلي من يحب و بين كرامته التي يحاول ان يحافظ عليها و يظل في ذلك الصراع يحاول جاهدا أن يداوي جراحه و يحتوي روحه و يصالحها علي العالم من جديد لتتاقلم علي الحياة بدون الونيس فكانت قوة الكلمات عندما قالت (اليفه مجافيه) و كأن العالم اختفى من أمامها طالما هذا الاليف الونيس غير موجود انها الحياة يا سادة و تجانس الارواح الذي يبحث عنه كل شخص بشغف و قوة في هذه الدنيا فإذا وجدت ذلك الونيس الاليف اطبق عليه يديك و لا تتركه يذهب حتى لا تجلس تصالح في روحك كما قالت سيدة الغناء العربي غلبت اصالح في روحي
دمتم سعداء