بكاء الصبر
بكاء الصبر
د / خليفة الخطيب
لما تبقى الست دي امى
يبقى راح الصبر فين ؟ ! :
يعنى لما شاف كفاحها
حب يعمل نمرتين
قالها نسكن مكانك
دا انت أم الصابرين
ردت بصوتها المدوى :
يابنى :
وانت ، فيك يومين؟
دا احنا جانا أبوك بيشكى
م زهق منا لحين
لماشاف فى الغيط تعبنا
بعد شغل البيت مهين
والولاد دول هم ثانى
زى ماباين لعين
نحضنه فوق ظهرى يسكت
لأجل مايشبع حنين
زى ماواضح فى صورتى
يا ابن والدى من سنين
حتى شوف البيت منظم
رغم إنه بسيط وطين
فى الشتا دايما يدفى
وقت حر الصيف متين
ياخد الأولاد لفرحة
فيه سعادة ومسرورين
فى الطعام حتى فى كلامهم
والمدارس ممتازين
والأدب فوق كل حاجة
كلهم متعلمين
منهم الضابط بيحمى
والطبيب للعيانين
كلهم عارفين لفضلى
يعشقوا دراعى اليمين
اللى ربى واللى علم ؛
لاجل يبقوا مستورين
قبل ماتعرض لى صبرك
تبقى تسأل جاى لمين ؟
دا احنا جيل أم المكافحة
عايشة تمثالها الرصين
اللى ربى واللى علم
ماشكى أو قال : منين ؟
فانصرف بهدوء دعالها
ربنا العالى المعين
لاجل يكفيكم حلاله
والحرام يبعد آمين
ردت الأم بفطانة
وف كياسة المؤمنين
ربنا يقبل يا ابنى منك
شوف كفاح الطيبين
اللى عاشوا دون مقابل
حتى صاروا مكرمين
رد صوت الصبر ناطق :
أمى
أسف مرتين
مرة :
لما عرفت إنك
صقر واقف نوع شاهين
مرة تانية :
أرجو منك
تعرفى قدرك ثمين
ربنا يحفظك مقامك
يرحمك زيك ضنين