سنوات التلاق وساعات الطلاق
معلومة تهمك
(( سنوات التلاق وساعات الطلاق))
كتب : ماهر المنزلاوي
إن حسن المعاملة من مكارم الأخلاق ، والقيم الإنسانية الجميلة ، والصفات الحميدة ، التي دعا لها الإسلام والديانات السماوية الأخرى ، والتي تؤدي الي إمتداد العشرة ، ودوام سنوات التلاق ، لتصبح بالنسبة لشريك الحياة ، كلماته التي لا ينطقها ، وهمساته التي لا يسمعها ، وطيفه الذي لا يراه ، وتتحول المشاعر واحدة ، والأفكار متجانسة ، والأهداف متوافقة .
معلومة تهمك
ومع جمال أيام التلاق ، يتعالا الانسجام ، وتتلألأ البيوت والأسر ، وتتعاظم الفوائد والأثر ، وتصبح للحياة معنى ، وينتج عنها أطفال قادرون على مواجهة التحدي وبناء المجتمع وإعمار البشرية .
ويبقى لهؤلاء مكانتهم في القلب حتي مع طول المسافات ، لأن ذكراهم محملة بالحب و الود ، لاتحمل هماً ولا حزناً ولا ألماً ، بصماتهم محفورة في القلب .
ولكن ماذا لو انقطعت لغة التفاهم والتواصل بين الزوجين ؟
وأصبحت قائمة على الكراهية ، وكيل التهم والشتائم ، وإظهار عيوب الآخر ، وإعلاء الفرقة ، وتصدير المشاكل ، وفقدان الرغبة في الإستمرار ، ووأد الحب ، وقتل المشاعر ، ووصول العلاقة إلى طريق مسدود ، واضحت سنوات التلاق غير قادرة علي الصمود أمام ساعات الطلاق ، وأصبح للأخيرة الكلمة الفصل في إنهاء العلاقة .
وماذا عن المجتمعات الشرقية ، والتي تنظر إلى الرجل أو المرأة المطلقة نظرة دونية ، وخاصة نظرتها للمرأة ، والتي تكون أشد وطئة من نظرتها للرجل ، علي اعتبار أنه الأقوى ، والشخص الذي لا ينقصه شيء ، دون النظر إلى الأسباب والدوافع التي أدت إلى الطلاق ، حتي وإن كانت بسبب من الزوج ، ناهيك عن نظرته للمرأة على أنها إمرأة سيئة السمعة ، بالإضافة على أنها بضاعة مستعملة ، سهلة الإغراء ، فرصة للتسلية ، إلى ما ذلك من الكوارث المجتمعية الناتجة عن نظرة المجتمع .
ولكن
هل يصبح الطلاق هو المنقذ لهذه العلاقة الفاشلة ؟
هل يصبح بداية لحياة جديدة مختلفة عن الأولى قائمة على السعادة والانسجام والتفاهم ؟
هل يكون الطلاق حلا يؤسس لحياة زوجية أخرى ، أفضل بكثير من الإصرار على حياة فاشلة ، لن ينتج عنها إلا البعد العاطفي والنفسي ؟
معلومة تهمك