الفارس الذى لم تكسر له راية ولم يهزم له جيش

⁦⁩الفارس الذى لم تكسر له راية ولم يهزم له جيش

⁦⁩ فضيلة الشيخ أحمد على تركى

⁦▪️⁩ مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

معلومة تهمك

المنصور المريني يعقوب بن عبد الحق سلطان دولة بني مرين فارس لم يهزم له جيش، ولم تكسر له راية

رغم كون يعقوب بن عبد الحق أو المنصور المريني سلطانا بالمغرب إلا أنه كان فارسا من فرسان الأندلس، ولمن لا يعرف هذا الفارس فهذا وصف بليغ له من كتّاب السير: ”

الفارس الذى لم تكسر له راية ولم يهزم له جيش
الفارس الذى لم تكسر له راية ولم يهزم له جيش

كان صوَّامًا قوَّامًا، دائم الذكر، كثير الفكر، لا يزال في أكثر نهاره ذاكرًا، وفي أكثر ليله قائمًا يصلي، مكرمًا للمساكين، متواضعًا لأهل الدين، متوقفًا في سفك الدماء، كريمًا، لم تهزم له راية قط، ولم يكسر له جيش، ولم يغزُ عدوًّا إلا قهره، ولا قصد بلدًا إلا فتحه”.

وقد كانت الأندلس قد تعودت على استيراد النصر من خارجها طيلة العهود التي مرت عليها؛ حيث ظلت لأكثر من مائتي عام تستورد النصر من خارج أراضيها؛ فمرة من المرابطين، وأخرى من الموحدين، وثالثة كانت من بني مرين، فلا تكاد تقوم للمسلمين قائمة في الأندلس إلا على أكتاف غيرهم من بلاد المغرب العربي وما حولها.

الفارس الذى لم تكسر له راية ولم يهزم له جيش

ففي سنة (671هـ= 1273م) توفي محمد بن الأحمر الأول أمير غرناطة – آخر مملكة للمسلمين في الأندلس- وتولى من بعده ابنه محمد الفقيه الذي نظر إلى حال البلاد فوجد أن قوة المسلمين لن تستطيع أن تبقى صامدة في مواجهة الإسبان.

بالإضافة إلى أن ألفونسو العاشر حين مات محمد بن الأحمر الأول ظن أن غرناطة قد تهاوت، فقام بالهجوم على أطرافها، فما كان من محمد الفقيه إلا أن استعان بـالمنصور المريني؛ حيث وصاه أبوه عند موته بذلك.

وفي مكان خارج غرناطة بالقرب من قرطبة التقى المسلمون مع الإسبان وعلى رأسهم واحد من أكبر قواد مملكة قشتالة النصرانية يدعى دون نونيو دي لارى، وذلك في موقعة الدونونيّة سنة (674هـ= 1276م)، وكان على رأس جيوش المسلمين المنصور المريني، الذي أخذ يحفز الناس بنفسه على القتال.

وحقق المسلمون انتصارًا عظيمًا، وقُتل من النصارى ستة آلاف مقاتل، وتم أسر سبعة آلاف وثمانمائة، وقُتل دون نونيو قائد القشتاليين.

وعقب المعركة قام المنصور المريني بهجوم واسع ضد المدن التي اجتاحها الإسبان؛ حيث قاد جيشه إلى إشبيلية، وحاصرها وقتل فيه وغنم، ثم رحل بجيشه عنها محملاً بالغنائم إلى مدينة أخرى.

ثم دعا أمراء المسلمين في الأندلس للغزو معه، فاستجابوا له، وساروا إلى قرطبة، فضيقوا عليها قدر الإمكان، ودمروا ما استطاعوا من حصونها، وأرسلوا السرايا إلى المدن الأخرى للتضييق عليها كأرجونة وبركونة وجيّان، في ذلك الوقت كان ملك قشتالة ألفونسو العاشر الذي استأسد على المسلمين لا يجرؤ على الخروج لهم، ثم إنه لم يجد أمامه مفرا من مسالمتهم، وبالفعل أرسل إلى المنصور المريني يطلب المسالمة والصلح.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: