تدبر آية   بقلم:هدى بيبرس

الصيام

تدبر آية
كتبت :هدى بيبرس
يقول الله تعالي :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
والقصد بقوله تعالي : (كما كتب علي الذين من قبلكم) وبقوله (أياما معدودات) ؛ تسهيل الصيام علي المسلمين، وملاطفة جميلة ٠
ولأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان ، وفيه تنشيط لهذه الأمة بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة الي صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة التي اختصيتم بها.
ولكي تحذروا المعاصي؛ فإن الصوم يعقم الشهوة أو يكسرها ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : [ يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء ].
ويقول الله تبارك وتعالي في الحديث القدسي : « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به .. »
الحديث ؛ خص الصوم بأنه له.. وإن كانت العبادات كلها له ، لأمرين باين الصوم بهما سائر العبادات :
الأول : أن الصوم يمنع ملاذ النفس وشهواتها ما لايمنع منه سائر العبادات إلا الصلاة .
الثاني : أن الصوم سر بين العبد وربه، لايظهر إلا له ، فلذلك صار مختصا به ، وما سواه من العبادات ظاهر ، ربما فعله تصنعا ورياء.
** وقال تعالي :
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
ذكر في هذه الآية أنه جل وعلا قريب يجيب دعوة الداعي، والوعد المطلق في دعاء المؤمنين ، وعليه فدعاؤهم لا يرد ؛ إما أن يعطوا ما سألوا ، أو يدخر لهم خير منه ، أو يدفع عنهم السوء بقدره.
وفي هذه الآية إيماء إلي أن الصائم مرجو الإجابة وإلي أن شهر رمضان مرجوة دعواته وإلي مشروعية الدعاء عند إنتهاء كل يوم من رمضان .

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: