النخلة المثمرة
متابعة :عبدالله القطاري من تونس
لئن وفدت النخلة المثمرة من الغابات الإفريقية أو الآسيوية فإنّها قد اختارت الصحراء لها مستقرا حيث تتضافر كل من الشمس والحر والهواء الجاف وتتفاعل قصد إنضاج ثمارها.
وقد حافطت النخلة على رغبة مفرطة في الماء فوجدت ضالتها في الطبقات المائية الجوفية للواحة.
تنصب النخلة في ارتفاعها الشامخ الذي يصل إلى عشرين مترا وتتدلى منها سعفاتها وفروعها بأبهة وشموخ مما يضفي على الطبيعة منظرا له رونقه الخاص. كما تمثل ظلالها الوارفة ملاذا وملجأ من قيظ الحرارة ووهج الصجراء الحارق.
وأما عراجينها وشماريخها المثقلة ثمارا كريمة فإنها هي ثروة الواحات.
تتوسط النخلة من حيث بنيتها الشجرة والنبتة ولكنها إلى هذه الأخيرة أقرب شبها وذلك لانعدام الأغصان والفروع فيها ولوجود السعف، أو الجريد ، المتدلي منها والمؤثث لجذعها ، ثم إن جذعها ، أو ساقها ، ينمو بكيفية عمودية ونتيجة لنشاط متواصل لبرعم يتوسط السعفات اللينة التي في رأس النخلة وقُلبها.
تنقسم النخلة من حيث جنسها إلى صنفين إثنين ؛ فهناك ذكّار(والجمع:ذكران) النخل أو فحاحيلها وهناك من جهة أخرى النخل الأنثى التي يتم تلقيحها بنفض شماريخ الذكار على شماريخها. ولا يحصل التمييز بين ذكران النخل وإناثه إلا عند الإزهار. كما أنه يتيسر بذكار واحد تلقيح كم هائل من النخلات الإناث ومن ثمة نفهم بسهولة كثرة عدد النخل المعد للإثمار وضآلة عدد الفحاحيل والذكران في كل غابة نخيل.
وأما غرس النخلة فإنه ممكن عن طريق النواة ولكن فلاحي النخيل لا يعبؤون بهذه الطريقة المعتمدة على محض الصدفة بل يعتنون بـغرس إناث النخل ذات التمر الجيد الذي يختارونه باستعمال طريقة تشبه الفسل (الغرس عن طريق الفراخ) وتضمن للغريسة نقاء نوعها كما تسمح بالإكثار من المغارس التجارية.
النخلة هي شجرة أحاطت بها الأساطير فأصبحت رمزا للجلال والعظمة وللرخاء والرفاه، وكرمتها الأديان الكبرى التي كان مهد نشأتها حوض البحر الأبيض المتوسط وضفافه التي هي أرض النخيل.
احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.