طاقة الدعاء بقلم : وجدان عوض 

طاقة روحانية

طاقة الدعاء
كتبت : وجدان عوض  باحثة في علم النفس والدراسات الإسلامية
الدعاء هو طاقة إيجابية روحانية ذات ذبذبات عالية جداً، أن الدعاء هو روعة التواصل مع الله سبحانه وتعالى وهو الحبل الممتد بيننا وبين خالقنا ، فالدعاء هو مخ العبادة .
قال تعالى : “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ” (البقرة – 186)
الدعاء سلاح المؤمن يستعين به على دروب الحياة وقد وردت آيات عديدة ترغب في الدعاء وتحث عليه من ذلك قوله تعالى.: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” ( غافر -60)
وقوله تعالي: “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”.( الاعراف – 55)
وجاء في السنن قوله صلى الله عليه وسلم “الدعاء هو العبادة”
وقد قال الرازي من أبطل الدعاء فقدان أنكر القرآن.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أن الله تعالى يستحي أن يبسط العبد إليه يديه يساله فيهما خيرا فيردهما خائبتين ” (رواه الإمام أحمد)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم “ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا أتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ،ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم” رواه الترمذي
وقال النبي صلى الله عليه وسلم “من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء ”
ومن دعاء الأنبياء والصالحين التي ذكرت في القرآن الكريم دعاء سيدنا نوح
قال تعالى: “وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ”
(الأنبياء – 76).
ودعاء سيدنا أيوب،
قال تعالي : “وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”
(الأنبياء -83)
ونتساءل ما هو السبب في سرعة استجابة الدعاء
قال تعالى : “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ “. (الأنبياء -90)
توضح الآية الكريمة أسرار استجابة الدعاء ومنها:,
1- الإسراع في عمل الخير في أي صورة ممكنة ارضاءا لله فإن أعمال الخير هي اقصر طريق الى الله لاستجابة الدعاء ، و أول خطوة في عمل الخير هي تصفية القلب من أي شيء يغضب الله وترك الخصام والأحقاد والغضب وكل ما يؤذي القلب والروح.
2- ثاني سر لاستجابة الدعاء هو أن تكون خاشعا لله تعالى فكلما زاد الخشوع كانت استجابة الدعاء اسرع.
3- السر الثالث هو أن تدعو الله وأنت موقن بالإجابة وان الله سبحانه وتعالى هو القادر على تغيير الأقدار ، وهو من يقول للشئ كن فيكون ، ويكون همك الوحيد هو رضا الله واتباع أوامره والابتعاد عن نواهيه.
ومن أسرار إستجابة الدعاء أيضا الاستغفار فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من لزم الاستغفار جعل الله من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب”.
وقال تعالى:
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ” (سورة نوح، الآيات: 10-12 )
.واخيرا:
باب الدعاء مفتوح يستجيب الله دعاء الداعي إذا دعاه ، أي إذا علم كيف يدعوه ،ومتى يدعوه ،ولا يجوز لأحد صالح كان أو غير صالح ان يغلق على نفسه ولا على غيره باب الدعاء ، وقد قال سفيان ابن عيينة “لا يمنعن أحد من الدعاء ما يعلم من نفسه، فإن الله تعالى قد أجاب دعاء شر الخلق ابليس “قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُون” (الحجر- 36)
فاستجاب الله له وذلك في قوله تعالى: “قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ” (الحجر -37)
وسبب ذلك هو يقين إبليس أن الله سيستجيب دعاءه فاليقين أحد أسباب استجابة الدعاء القويه جدا فحري بالمسلم أن يجتهد في الدعاء ولا يتوانى في ذلك.
اجتهدوا في الدعاء لعل الله يبلغنا ليلة القدر ونكون من الذين يغير الله أقدارهم أو لعلنا نكون من عتقائه من النار ، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: