لماذا لم نحصد جوائز عالمية مرموقة حتى الآن ؟

لماذا لم نحصد جوائز عالمية مرموقة حتى الآن ؟

بقلم / ياسر أحمد
سؤال عبقرى أحسب أن الاجابة عليه تتلخص فى كلمة واحدة ألا وهى “رمضان” ومايحدث فى رمضان من هوس وشطط وجنون اعلامى واعلانى ودرامى تناهز قيمته بل ربما تربو على الخمسة مليارات جنيه مصرى على مدار 30 يوما هى عمر الشهر الفضيل على مرأى ومسمع من عشرات الملايين من المصريين طوال ليالى الشهر الكريم وتذكرت اعلان الهامبرجر لتلك الشركة العالمية والذى نفذته الشركة بدولة بيرو بأمريكا الجنوبيه ابان جنوح وشحوط السفينة البنمية EVERGREEN بقناة السويس لعدة أيام منذ مايزيد على الشهر ذلك الاعلان الذى كان يتمثل فى ساندويتش هامبرجر عملاق وهو عالق بقناة السويس بدلا من السفينة التى كانت عالقه هناك وذلك بسبب ضخامته وكبر حجمه وأدركت الفارق بيننا وبين الحصول على مثل هذه الجوائز العالمية والحائل الذى يحول بيننا وبينها والعائق الذى يعيقنا عن اقتناصها والفوز بها فهم يعتمدون بالأساس وفى المقام الأول على مبدأ الكيف وليس الكم أو الجودة وليست الانتاجيه أو التكراريه فلعل مثل هذا الكم الهائل والمهول واللامعقول من الاعلانات التى تحتل اعلانات المواد الغذائية المساحة الكبرى منها حائزة على نصيب الأسد يكون عبئا على المشاهد وليس تسلية له أو تسرية عنه فالاعلان الذى يتكرر مرة كل 30 ثانيه لايمكن له بأى حال من الأحوال أن يكون ايجابيا أو أن يدفع المشاهد الى الاعجاب والانبهار بالمنتج المعلن عنه على الاطلاق بل على العكس من ذلك فهو قد يدفعه الى الاستياء من هذا المنتج كارها ومبغضا اياه فالعبرة بالكيف وليس الكم والدراما التى تؤرق مضاجع الصائمين طوال الشهر الكريم والتى يناهز عدد مسلسلاتها العشرات لاتعتمد بالأساس سوى على مفهوم واحد بغيض هو الانتقام من أى شيئ ومن كل شيئ ومن كل الناس هذا الانتقام الذى يجسد بكل جدارة وعن أصالة واستحقاق تام النفس الانسانية فى أسوأ حالاتها المهترئة والمتردية والتى لاتستحق سوى العطف والشفقة مما وصل اليه حالها مجسدا كل العقد النفسية الممكنة والغير ممكنة بداخلها فلا يمكن لشخص عاقل أيا ماكان أن يقبل بمثل هذا الهراء الفنى والهوس الدرامى الذى يعج ويضج به الشهر الكريم اللهم باستثناء تلك المسلسلات الوطنية التى تشحذ همم الشجاعة والبسالة وتفجر طاقات العزة والكرامة مستنفرة دوافع الشمم والاباء بداخل المشاهدين لها هذا الهراء الذى ليس له من طائل ولاجدوى سوى اهدار القيم الانسانية السامية وتدمير المثل العليا بكل ماتحتويه من غل وكره وحقد وضغينة مع شهوة عارمة للانتقام حتى من النفس بتدميرها بالعادات السيئة كالادمان فلايمكن أبدا أن تكون هذه الصورة البغيضة التى ترسمها الدراما الرمضانيه هى الصورة الحقيقية للمجتمع مهما كانت هذه الصورة متدنية أو متردية ولكنها تعد صورة خيالية وغير واقعيه ومبالغ فيها الى أبعد الحدود لصالح الاثارة والتشويق ونسبة المشاهدة بغض النظر عن الواقعية والمهنية والاحترافية ناهيك عن الجوهر والمضمون فالابهار والاغراء وجذب الانتباه يعد هو السلاح الوحيد لجذب المشاهد اليه بشتى الوسائل وبكافة السبل فلعلها الغاية التى تبرر الوسيله ولعله المبدأ الميكافيللى الذى قد يدفع صاحبه الى احراز نجاح مؤقت على المدى القريب ولكنه وبالضرورة سوف يحرمه من احراز نجاحات رنانة وخفاقة وخالدة تجوب سمعتها أرجاء الدنيا وتطبق شهرتها الآفاق على المدى البعيد مثل الحصول على مثل هذه الجوائز العالمية المرموقه

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: