الإحساس عند الشعراء سلاح ذو حدين
كتب :حارس بخيت
لأننا شعراء ولا نمتلك إلا إحساس عالي ، حاربونا به حتي إنتصروا علينا ، من داخل أنفسنا ، وتم تدميرنا ذاتيا” سواء كان صحيا”أو نفسيا” ، لأننا أحببناهم بصدق، وكنا لهم طوق النجاة فأهلكونا،
ولأن الإحساس نعمة ، ينعم به الله علي بعض البشر دون غيرهم ، لذا وهب الله الشعراء الإحساس الرفيع بالكلمة ،، والتعبير عن النفس البشرية ، لهذا وجد الإحساس عند الشعراء ، أكثر من غيرهم من البشر ، إلا أنه سلاح ذو حدين ، فإما أن يصل بالشاعر ، إلي عنان السماء ، وبسط الأفق والإرتقاء بالخيال ، إلي أبعد ما يكون ، مستخدما” ألفاظ اللغة ببراعة فائقة ، وفي منتهي الروعة ، وهذا هو الحد الأول والمحمود ، من الإحساس عند الشعراء ، والذي خلقوا من أجله ، للتعبير بأشعارهم عن أنفسهم ، وعن الآخرين من البشر، كقراء ومتذوقين للشعر ، والفن والكلمة الراقية ، فهو يسعد الجميع من مبدع أو متلقي ،
أما الحد الثاني من الإحساس عند الشعراء ، فهو معكوس الحد الأول ، أي أن الإحساس عند الشعراء كسيف ذو حدين ، وهو أن يتأثر الشاعر بحياتة الخاصة ،أو بما يكتب هو ، وقد يجد الشاعر من يؤذي إحساسه ، من بعض البشر من حوله ، لأنه أكثر إحساسا” من عامة الناس ، بمعاني الكليمات وتوظيفها في النص ، وما يقصد ببعض الكليمات من بين السطور ، وذلك لإحساسه المرهف الراقي بها ، وهذا يختلف عن بعض البشر حتي ولو كانوا من أهل الفن ، فالكلمة كالرصاصة تقتل ، أو كالدواء تشفي ، ومن بين الكلمات ما يدمر نفسيتة ، فيصاب ببعض الأمراض النفسية أو الجسدية العضوية ، وذلك لأن أغلب الأمراض الجسدية ، إن لم يكن لها تاريخ وراثي أو جيني في العائلة، كانت في بدايتها أمراض نفسية أولا ، ثم ظهرت على الجسد ، متأثرة بجرح الإحساس والمشاعر ، ومن أهم هذة الأمراض ، السكر والضغط والقلب وتجلط الدم والأرق ، ونقص المناعة المفاجئ الذي يسببه الحزن العاطفي ، والذي يتسبب في كثير من الأمراض ، أهمها أمراض الدم والتنفس ، وأمراض الجلد خاصة ، لأن الجلد به خلايا مسؤولة عن الإحساس ، وذلك لأن كلاهما يؤثر في الآخر،
وللأسف من يؤذيك هو، من أقرب المقربين إليك وهو من أنت تخاف عليه وتحبه ، وتخاف علي زعله أو جرح إحساسه ، إلا أن يكون هو متسلط عليك يؤذيك بكل شكل وصورة ممكنة ، ونادرا” ما يؤذي إحساسك شخض غريب ، لا تعرفه فيكون الأذي بقدر بسيط ، فعلي سبيل المثال ، لو تشاجرت مع شخص غريب ، لا تعرفه في الشارع ، بعد الإبتعاد عنه بخمسة أمتار ، تتناساه وتتناسي الموقف نهائيا” ، لأنك قد لا تلتقي به في حياتك مرة أخري ، أي لا تتذكره إلا بمواقف متماثلة ، إلا أننا نحن الشعراء والأدباء بقدر ما نحس ونشعر نكتب ونتألم، ونعبر عن شعورنا وإحساسنا مستخدمين أدواتنا الفكرية والثقافة ، المختزلة من ماضي ما قرأناه من إطلاع ، على ثقافات عالمية أخري ، أو من ثقافات مكتثبه محليا” من الإحتكاك والتعامل ، في محيط بيئتنا الغنية بالتجربة الملموسة والمحسوسة ، سواء حدثت معنا نحن كتجربة خاصة ، أو كتجربة عامة حدثت من قبل مع الآخرين،
وليس بشرط أن يكتب الشاعر أو الأديب أو المبدع أشياء حدثت معه بالفعل ، ولكن الأقرب إلي الصواب هو إبداع من خياله ، إلا أنه قد يأخذ الفكرة في بعض الأحيان ، من الواقع وينسج الصراع من الخيال ، وأحيانا” تكون القصة شئ من الواقع حدث بالفعل ، وكأنه شئ من الخيال ، يصعب علي المتلقي تصديقه ، وأجمل الإبداع عند المبدعين ، من قصص وروايات ومسرحيات وقصائد وغيرها من إبداع ، هو المأخوذة من الواقع ، ونسج بخيال فنان بارع في مهنتة ،متقن لأدواته لأننا ، في الغالب نحن الأدباء قد نسعد الآخرين بما تكتب ونحن من الداخل تتمزق ،
عزيزي الشاعر عليك أن تنتبه جيدا ، ولا تأخذ كل شئ علي عاتقك ، ولا تحمل نفسك فوق طاقتها ولا تجعل الإحساس بالحزن يتملكك بسبب ، أي شخص مهما كانت كنيتة ، أو قربه منك أو محبتك له ، فتصبح ممن فقدوا كل شئ ، فمن يحاولوا التعجيل بنهايتك ، لا يحبك ، فإن حدث لك مكوه هو أول من يتخلي عنك ، ومن أجل ذلك أصبحنا غير قادرين على التحمل والصبر والمثابرة والوصول الي ما نتمناه من نجاح إلا بعون الله وحده،
احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
القادم بوست