دنيا ودين و لله على الناس حج البيت ” الجزء السادس  والسابع “

الحاج

دنيا ودين و لله على الناس حج البيت ” الجزء السادس  والسابع ”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء السادس مع لله على الناس حج البيت، وبالنسبة للحاج المقرن والمفرد فهما يبقيان على إحرامهما من الميقات، أما الحاج المتمتع فيحرم بالحج، والمستحب أن يحرم به صباحا قبل الزوال، ويتوجه الحاج بعد ذلك إلى مشعر منى لقضاء هذا اليوم والمبيت بها بعد التنسيق مع مطوفي الحجاج، والمبيت في منى سنة وليس واجب بمعنى أن الحاج لو تقدم إلى عرفة ولم يبت في منى في ليلة التاسع فلا حرج عليه، ومنى منطقة صحراوية تبعد حوالي سبعة كيلو متر شمال شرق مكة على الطريق الرابط بين مكة ومزدلفة، ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء فترة إقامته في منى، كما يقوم الحاج بأداء صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء قصرا دون جمع؛ بمعنى أن كل صلاة تصلى منفردة، ثم يقضي ليلته هناك.
ويصلي الحاج بعد ذلك صلاة الفجر ويخرج من منى متجها إلى عرفة لقضاء يوم الحج الأكبر، والحجاج على صعيد جبل عرفة في اليوم حامل ذات الاسم، وهو يوم عرفة وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو أهم أركان الحج، وقد تعددت الروايات التي تتحدث عن سبب تسمية عرفة بهذا الاسم، لكن الروايتين الأكثر تأكيدا هما أن أبو البشر آدم التقى مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة، والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له “أعرفت أعرفت؟” فيقول إبراهيم “عرفت عرفت” ولهذا سميت عرفة، وتقع عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها والطائف بنحو اثنين وعشرين كيلو متر، وتبلغ مساحتها حوالي عشرة ونصف كيلو متر تقريبا.
وتبعد عن منى حوالي عشرة كيلو مترات وعن مزدلفة حوالي ستة كيلو متر، وعرفة عبارة عن سهل واسع مستو على شكل قوس كبير، تحيط الجبال بأطراف هذا القوس، ووتر هذا القوس هو وادي عرنة، ويحدها من الشمال الشرقي جبل سعد، ومن الشرق جبل أمغر، ومن الجنوب سلسلة جبيلة سوداء اللون، أما في الغرب والشمال الغربي فيوجد وادي عرنة والطريق الرابط بين مكة والطائف، ومع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحاج من منى متوجها إلى عرفة للوقوف بها، والوقوف بعرفة يتحقق بوجود الحاج في أي جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفا أو راكبا أو مضطجعا، لكن إذا لم يقف الحاج داخل حدود عرفة المحددة في هذا اليوم ففد بطل حجه، ويعد الوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج.
وذلك لقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم” الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه” وقد وردت بعض الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل هذا اليوم منها ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال” إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا” وما روته السيدة عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال” ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم” ووقت الوقوف بعرفة هو من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي وهو أول أيام عيد الأضحى ويصلي الحاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين.
ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم “خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” ويبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها، ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء، ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والأذكار، ويتزود الحاج بالحصى وعددها سبعون حصاة فوق حجم الحمص وأقل من البندق وذلك لرمي الجمرات كلها، ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى.

الجزء السابع”
ونكمل الجزء السابع مع لله على الناس حج البيت، وعن نافع عن ابن عمر أنه كان يأتي الجمار في الأيام الثلاثة بعد يوم النحر ماشيا ذاهبا وراجعا، ويخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك” رواه أبي داود، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول ” لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه” رواه مسلم وأبو داود والنسائي، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سأله رجل متى أرمي الجمار؟ قال إذا رمى إمامُك فارمه، فأعاد عليه المسألة قال كنا نتحيّن، فإذا زالت الشمس رمينا” رواه البخارى، وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيخا يُهادى بين ابنيه، قال صلى الله عليه وسلم ” ما بال هذا؟
قالوا نذر أن يمشي، قال صلى الله عليه وسلم “إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني” وأمره أن يركب” رواه البخارى، وعن إبن عباس رضي الله عنهما قال سقيت النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب وهو قائم ” متفق عليه، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول” لا يخلونّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم” فقال له رجل يا رسول الله، إن امرأتي خرجت حاجّة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا؟ قال ” انطلق فحجّ مع امرأتك” متفق عليه، وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم خرّ رجل من بعيره، فوُقص فمات، فقال صلى الله عليه وسلم “اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تخمّروا رأسه، فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبّيا” رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما “الحائض والنفساء إذا أتتا على الوقت تغتسلان، وتحرمان، وتقضيان المناسك كلها غير الطواف بالبيت” رواه أبوداود وأحمد، وروى أبو داود، عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” المُحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفّازين” وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال رُخص للحائض أن تنفر إذا أفاضت قال وسمعت ابن عمر يقول إنها لا تنفر ثم سمعته يقول بعد إن النبي صلى الله عليه وسلم رخّص لهن، رواه البخارى، وعن عائشة رضي الله عنها قالت حاضت صفية بنت حُييّ بعدما أفاضت، قالت عائشة فذكرت حيضتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أحابستنا هي؟ قالت، فقلت يا رسول الله إنها قد كانت أفاضت وطافت بالبيت، ثم حاضت بعد الإفاضة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فلتنفر” رواه البخاري ومسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خُفف عن المرأة الحائض” رواه البخاري ومسلم، وفي رواية صحيحة رّخص للحائض أن تنفر إذا أفاضت، وعن أم سلمه رضي الله عنها,عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” خير مساجد النساء قعر بيوتهن” رواه أحمد وابن خزيمة والحاكم، وأما عن أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التى تتبع يوم النحر، وهي أيام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذى الحجة، وسميت بأيام التشريق لأن الناس كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي ويبرزونها للشمس، وقيل لأن صلاة عيد الأضحى تقام بعد شروق الشمس وأن هذه الأيام تتبع يوم العيد فسميت أيام التشريق.
وفي هذه الأيام يقوم الحجاج برمي الجمرات الثلاث الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى على الترتيب، اليوم الحادي عشر وهو أول أيام التشريق، فيه يقوم الحاج برمى الجمرات الثلاث متعاقبة، بدء من وقت الزوال وحتى غروب الشمس، وفي كل مرة يرمي الحاج سبع حصيات ويكبر مع كل حصاة، ثم يقف للدعاء، عدا جمرة العقبة الكبرى فينصرف بعد الرمي مباشرة، ويقضي الحاج ليلته في منى، وكذلك الحال في ثاني وثالث أيام التشريق، بعد انتهاء الرمي ثاني أيام التشريق يجوز للحجاج المتعجلين الخروج من منى قبل غروب الشمس والتوجه إلى مكة، ويسمى ذلك بالنفر الأول، أما من تأخر في الخروج من منى فعليه ان يقضي ليلته، ويرمي الجمرات في ثالث أيام التشريق ويخرج بعد ذلك، ويسمى ذلك النفر الثانى.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏وقوف‏‏

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: