دنيا ودين ومع الإسلام فى زمن الإنترنت ” الجزء التاسع “

دنيا ودين ومع الإسلام فى زمن الإنترنت ” الجزء التاسع ”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع مع الإسلام فى زمن الإنترنت، وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى “ألن تنتهي من هذا الذي تغرق فيه؟ فإنه عالم لا ينتهي من الفوضى بداخلك، شخصيتك تَحمل آلاف النقائض، آلاف الأشخاص، فأين أنت؟ وأى واحد منهم تكون؟ لا شيء يميّزك، ملابسك، طريقتك، عباراتك كلها مزيّفة، ومتخبط في ألف شيء، لا تعرف سوى أحدث أنواع الموبايل، وأحدث الرنات وأحدث الأغاني، لا تخطئها أذناك، وأحدث تفاهات الأشياء، فيا هذا الساكن في أمور لا ضير منها ولا نفع، تضحكني كثيرا حين تتعثر في كلماتك مقلدا وحين تنهال بالهزل لتلفت الانتباه، وتشعرني حين تعلو بالضحكات بأني أكبر سنا وأنضج، فإن العزلة الاجتماعية، والكآبة والوساوس، والقلق والشعور بالنقص، والانفصال عن عالم الواقع والعيش في عالم الخيال.

وتدهور المستوى الدراسي، وقلة النوم والحرمان من النشاطات المفيدة والرياضة والقراءة، وتدمير العقائد والأفكار والسلوكيات السوية بسبب الشات العاطفي والمواقع الإباحية، ويجب وقتها تدخل الأهل، فقد تجدون أن التخلص من هذه العادة في غاية الصعوبة، فإنكم لن تستطيعوا التخلص من جهاز الكمبيوتر وحرمان أبنائكم منه فالإنترنت أصبح في كل مكان سواء داخل المنزل عبر أجهزة الهاتف المحمول أو خارج البيت عبر مقاهي الإنترنت المنتشرة في كل مكان، ولكن نحاول توعية المراهقين وتوضيح الأضرار الدينية والأخلاقية والاجتماعية للاستخدام السيئ للإنترنت، وتوعيتهم بأنهم مسئولون أمام الله سبحانه وتعالى عما يشاهدون ويسمعون من صور ومقاطع فيديو، وكذلك البحث عن بدائل تشغل المراهق.

عن الاستخدامات السيئة للإنترنت مثل الهوايات التي تنمي الجسم والعقل، والأنشطة الرياضية هي أفضل الحلول دائما، ولتقليل استخدام الكمبيوتر إلى الحد المعقول، والتأكد من وضع الكمبيوتر في محيط الأسرة بدلا من وضعه داخل غرف النوم، وتحديد عدد معين من الساعات للاستخدام، والإصرار على أن يتناول كل أفراد الأسرة وجبات الطعام سويا، والتخطيط للخروج معا في نزهة أو زيارة عائلية، ومرافقة الابن لشراء حاجيات المنزل أو شغل الفتاة ببعض أعمال المنزل، وتعليمهم بأن أداء الفرائض وتحضير الدروس وكتابة الواجبات اليومية لها أولوية مطلقة على استخدام الإنترنت، وأيضا حدثوهم عن مواقع مناسبة لأعمارهم والبحث عن المعلومات المفيدة، وإنه يترتب على الأهل مراقبة استخدام أبنائهم للإنترنت.

وإذا كنتم مشتركين في الإنترنت فاطلبوا من أبنائكم استخدام الإنترنت بما يتناسب ورغباتكم وإلا ألغيتم الاشتراك، فستلاحظون أنهم يحاولون البحث عن رضاكم حتى لا ينقطع عنهم الإنترنت، وحاولوا جاهدين بأن تجلسوا مع أبنائكم أمام الإنترنت وبطريقة غير مباشرة لتنظر ما يشاهد أو يكتب ابنك، فإن نجاحنا في حماية أبنائنا من الإنترنت سيتوقف دائما على استجابتهم لإرشاداتنا، وستظل هذه الاستجابة مرتبطة بما زرعناه في نفوسهم من تقوى وورع، وبدرجة المصارحة والمفاوضة والثقة التي استطعنا تحقيقها في علاقاتنا بهم، ويسبب استخدام الإنترنت بشكل مفرط بدون تحكم وتنظيم لدى المراهقين بانعكاسات سلبية سلوكية واجتماعية متعددة بالإضافة إلى أثرها على حياة المراهقين وكيفية النمو بشكل سليم خلال هذه المرحلة العُمرية.

ومن هذه الأضرار والسلبيات التي يُسببها سوء استخدام الإنترنت هو عدم وجود علاقات اجتماعية في الحياة الواقعية، حيث تصبح العلاقات مقتصرة على العلاقات الافتراضية على الإنترنت، وكذلك إهمال وتجاهل التواصل الاجتماعي مع المجتمع، وأيضا التأثير على الإنجازات والدرجات الدراسية، نظرا للانشغال باستخدام الإنترنت، وعدم الحصول على القدر الكافي من النوم الذي يحتاجه الجسم، نتيجة السهر على استخدام الإنترنت، وكذلك الشعور بالخمول وقلة الطاقة والقدرة على الإنجاز وممارسة الأنشطة اليومية، والتعود على الاستخدام وعدم القدرة على الانشغال بما هو مفيد، وكذلك المزاجية والشعور بالملل عند ممارسة الأنشطة اليومية الأخرى، نظرا لكون المتعة تصبح تقتصر فقط على استخدام الإنترنت، وأيضا التوتر والغضب.

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: