دنيا ودين ومع الفساد مخاطرة وصورة المعاصرة ” الجزء السادس”

دنيا ودين ومع الفساد مخاطرة وصورة المعاصرة ” الجزء السادس”
إعداد/ محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء السادس مع الفساد مخاطرة وصورة المعاصرة، وإن الشرك هو مساواة غير الله بالله، فعبادة غير الله تعالى والذبح لغير الله، والنذر لغير الله، والدعوة للقبور، والمزارات أن تعبد من دون الله تعالى، وأن تشد الرحال إليها، والتوكل عليها، والاستعانة بها، والحلف بها، كل هذا من الإفساد في الأرض، وكذلك أيضا نشر البدعة، فالنبي صلى الله عليه وسلم حذر من الابتداع في الدين، فقال في حديث السدة عائشة رضي الله عنها،أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” فمن يدعو الناس إلى البدع، وأن هناك بدعة حسنة، فإن هذا من تنقص دعوته صلى الله عليه وسلم واتهام للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يؤد الرسالة كاملة صلى الله عليه وسلم، وكذلك أيضا نشر المنكرات والدعوة إليها.

ونشر الفاحشة بين الناس، وتحبيبهم لها، وتذليل الصعوبات التي تواجهها، والله عز وجل، قد نهى عن ذلك، وقد مدح الله تعالى من يأمر الناس بالمعروف وينهى عن المنكر، لأنهم يسعون في الأرض بالإصلاح، وكذلك من مظاهر الفساد هو السحر، فالسحر سمى الله عز وجل، فاعله مفسدا فقال الله تعالى فى سورة يونس ” فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ” وسمى الله عمل السحرة والسحر بأنه عمل المفسدين، فهم من المفسدين في الأرض، وكذلك من مظاهر الفساد فى الأرض هو قتل النفس التي حرم الله ، فإن من أعظم الحرمات الاعتداء على حرمة المؤمن، فإنه حرمته من أعظم الحرمات، وهي أعظم من حرمة البيت الحرام، فيقول ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه وهو ينظر إلى الكعبة.

معلومة تهمك

“ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك ” فإن قتل الأنفس المعصومة من كبائر الذنوب، ومن الإفساد الكبير في الأرض، ومن عِظم منزلة المؤمن أن النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس به في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال” ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به فى الدنيا والآخره، أقرؤوا إن شئتم “النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم” كما جاء فى سورة الأحزاب، فأيما مؤمن ترك ملا فليرثه عصبة من كانوا، فإن ترك دينار، أو صياعا فليأتنى فأنا مولاه ” وإن زوال الدنيا وما فيها أهون عند الله عز وجل من قتل رجل مسلم، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ” لزول الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ” وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن مجرد ترويع المسلم لا يحل.

فقال صلى الله عليه وسلم “لا يحل لمسلم أن يروع مسلما” وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لن يزال المؤمن فى فسحة من دينة ما لم يصب دما حراما ” رواه البخارى، وليس فقط الاعتداء على المسلم أو على النفس المعصومة، بل حمل السلاح عليها وترويعها وإخافة الآمنين، فكل هذا من الإفساد في الأرض فيقول صلى الله عليه وسلم ” من حمل علينا السلاح فليس منا ” رواه البخاري ومسلم، فهذه الأحاديث والأقوال تبين خطر الاعتداء على دماء المسلمين، بل إن أول ما يحكم بين الناس يوم القيامة في الدماء، كما ثبت ذلك عند البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة فى الدماء ”

فإن من صور الإفساد في الأرض ليس قتل نفس المؤمن المسلم، بل أيضا يشمل ذلك المعاهد، والمستأمن، فإن الله عز وجل قد حفظ له حقه، فقد أخرج البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليؤخذ من مسيرة أربعين عاما ” ولقد بيَّن الله عز وجل لنا أن من اعتدى على أموال الناس، وأعراضهم، ودينهم، أنه مفسد في الأرض، فما جزاء هذا الذي يفسد ويعتدي؟ فقد بََّين الله جل وعلا الجزاء في كتابه فقال تعالى ” إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يفتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض، وهذا جزاء من أفسد في الأرض التي أمر الله تعالى بإعمارها بطاعته عز وجل.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: