دنيا ودين ومع ذكر الله وأثره على النفس “الجزء الثامن “

محمد الدكرورييكتب ذكرالله وأثره على النفس

دنيا ودين ومع ذكر الله وأثره على النفس “الجزء الثامن ”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن مع حقيقة ذكر الله وأثره على النفس، وعلينا جميعا أن ننظر إلى قلوبنا، وأن نفتش في أحوالنا، كيف هو خضوعنا واخباتنا لخالقنا ومالك أمرنا، ومن إليه مردنا ومرجعنا، فلقد حان الوقت وآن الأوان أن نخشع لذكر ربنا، وأن نخضع لأمر مولانا، وما جاءنا من زواجر القرآن ومواعظه، وأن يحاسب كل منا نفسه، وما اجترحته يداه، فهو ليس عتابا فقط بل هو تحذير ووعيد شديد، ألا يقع المؤمن في التقاعس عن الاستجابة لله ورسوله، وهيّا بنا نفتح صفحة جديدة مع الله، نشكو فيها بثنا وحزننا إلى من لا يرد من دعاه، ولا يُخيب من رجاه، نقف ببابه، ونلوذ بجنابه، وننطرح بأعتابه، ونتعلق بحبله وأسبابه، ونستجير به عسى أن يرحمنا.

وأن يتوب علينا ويقبلنا، فيا من أتته السماوات والأرض طائعة، يا من تطامنت الجبال الشم لعظمته خاشعة، يا من سبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، يا من يسبح كل شيء بحمده، يا باسط اليدين بالرحمة، يا من سبقت رحمته غضبه، يا أمان الخائفين، يا مجيب دعوة المضطرين، يا أرحم الراحمين، وعزتك وجلالك، ما عصيناك اجتراء على مقامك، ولا استحلالا لحرماتك، ولكن غلبتنا أنفسنا الأمارة بالسوء، وغرنا حلمك، وطمعنا في واسع مغفرتك، فلئن تمكنت منا المعصية، فلنلوذن بعظيم حنانك ورحمتك، ولئن أغرانا الشيطان وزيّن لنا المعصية، فليغرين الإيمان قلوبنا بما نرجوه من توبتك، ولئن انتصر الشيطان علينا لحظات، فلنستنصرن بك الدهر كله.

معلومة تهمك

ولئن كذب علينا الشيطان بالأماني، فليصدقن وعدك الذي لا يتخلف، فاتقوا الله تعالى، فإن ذكر الله مطردة للشيطان، ومنجاة من النار، وسبب لدخول الجنة، فتقوا الله، وأكثروا من ذكره وشكره، وذكر الله يكون بالقلب، ويكون باللسان، ويكون بالأعمال وذكر الله يكون بالقلب كما قال الله جل وعلا في الحديث القدسي أنا مع عبدي إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملئي ذكرته في ملأ خير منهم، وذكر الله يكون بالأعمال من صلاة وزكاة وحج وعمرة، وكل أنواع الطاعات قوليا أول فعليا أو ماليا فإنه ذكر لله سبحانه وتعالى، وذكر الله تطمأن به القلوب، وذكر الله يعمر البيوت فقال صلى الله عليه وسلم “مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه.

كمثل الحي والميت ، فأكثروا من ذكر الله، فذكر الله يطرد الشيطان، ويحصن الإنسان فقال صلى الله عليه وسلم ” وآمركم بذكر الله فإن مثل ذلك من خرج العدو في طلبه مسرعين فأووا إلى حصن حصين فمنعه الله منهم ، فالمسلم يلجأ إلى ذكر الله دائما وأبدا ويتحصن به من أعدائه، فيتحصن به من عذاب النار، ومن جميع المكارة، وأفضل أنواع الذكر لا إله إلا الله، وهي كلمة الإخلاص، وهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى، وهي الكلمة الطيبة، فالكلمة الطيبة هي لا إله إلا الله كما جاء في التفسير، فأكثروا من هذه الكلمة أحيوا بها قلوبكم واعمروا بها بيوتكم ونوروا بها أوقاتكم، لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله.

فعودوا ألسنتكم ذكر الله دائما وأبدا، ولا تنسوا ذكر الله فإن من نسي ذكر الله نسيه الله وستولى عليه الشيطان، كلمة لا إله إلا الله كلمة خفيفة لكنها ثقيلة خفيفة على اللسان ولكنها ثقيلة عند الله، فقيل أن نبى الله موسى عليه السلام قال يا ربي علمني شيئا أذكرك وأدعوك به، قال قل يا موسى لا إله إلا الله، قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا، قال يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهم غيري، والأرضيين السبع وعامرهم في كفه، ولا إله إلا الله في كفه، مالت بهن لا إله إلا الله” وقيل يؤتى يوم القيامة برجل معه تسع وتسعون سجلا من السيئات والأعمال السيئة مملؤه بالأعمال السيئة، كل سجل منها مد البصر، فيقال له هل لك من حسنة؟ فيستحي ويقول لا يا ربي، فيقال له بلى إن لك عندنا حسنة وأنك لا تظلم.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: