ذكريات

 

بقلم: ياسر أحمد
كنت أستعرض مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية العائلية القديمة التى وقعت بين يدى على حين غفلة من أمرى لتدور عجلة الزمان بى الى الوراء لما يزيد على 3 عقود فأجد نفسى وأنا فى مقتبل العمر وفى ريعان وشرخ الشباب وكذلك أفراد أسرتى والأهل والأقارب والأحبة والخلان وكأنى دلفت الى عالم السحر والخيال وكأنه صندوق الدنيا أو كأنه الصندوق الأسود للحنين والذكريات والذى يحتوى على كل التفاصيل فلاتفوته فائتة ولاتعزب عنه شاردة ولاواردة سواء أدارت بخلدى أم لم تدر وتساءلت بينى وبين نفسى ترى هل دار بخيالى ذات يوم أن أرى مثل كل هذه الذكريات وتلك اللحظات الخالدة مرة ثانية من جديد وعلى حين غفلة من أمرى فأجابتنى نفسى الفرحة والمنتشية بالطبع لا وكأنه القدر الذى يبغت الانسان فيأخذه على غرة ويأتيه من حيث لايحتسب فلا يمكنه رده أو تأجيله أو السيطرة عليه وكأنها نظرية الأمن الذى من المستحيل أن يصل الى 100% ولو كان أقوى جهاز أمنى على مستوى العالم فهكذا هى الصور والذكريات التى لايمكن لأى انسان أيا ماكان أن يسيطر عليها أو أن يحوزها أو أن يعمل على تجميعها بنسبة 100% وهكذا الحقيقة والرأى السليم والسديد الذين لايمكن لأى انسان أن يحتكره بنسبة 100% مهما كانت ملكاته وقدراته وامكانياته ومهما بلغت درجة ذكاؤه وحصافته وعبقريته وكما قال الامام الشافعى رحمه الله ” رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب ” فلاندم من استخار ولاخاب من استشار والرأى الواحد خطأ على الدوام فهكذا الحق وهكذا الحقيقة المطلقة لايمكن أن تكون حكرا لشخص واحد فقط على الاطلاق أيا ماكان ومهما كان فلابد لها من أن تكون موزعة بين الناس كألبوم الصور هذا أو مجموعة الصور هذه والتى هى كلعبة PUZZLE تماما التى تتكون من عشرات القطع المتغايرة والمتفاوتة والمختلفة عن بعضها البعض ولكنها وفى النهاية اذا ماأحسن الانسان تجميعها وتوفيقها مع بعضها البعض نجح فى الحصول على الصورة الحقيقية المراد تكوينها منذ البدايه فيصل الى الوجه الأصلى للحقيقة الذى لايختلف عليه اثنان ولعلها تكون الوسيلة الوحيدة للحصول على الرأى السليم والسديد والرشيد فالخلق ألسنة الحق وكما قال صلاح الدين الأيوبى قولته الشهيرة ” حياتى ليست أغلى من سمعتى ” اذن فهى سمعة الانسان والتى هى بين يدى الانسان نفسه والناس والرحمن والتى هى كلعبة PUZZLE أيضا والتى هى ليست أحادية الوجه ولكنها لها 100 وجه ووجه والتى هى خليط ومزيج من مئات بل وآلاف المواقف التى يتعامل فيها الانسان مع الناس طوال حياته فاما أن تكون تراكمية النجاح بالنسبة له واما أن تكون تراكمية الفشل وبين الفشل والنجاح يحيا الانسان حياته المختلجة وعمره القصير الذى لابد له من أن يحقق فيه حدا أدنى من النجاح والازدهار والا آل به الحال الى سوء الحال وشر المآل ولم تحسن سيرته بين الناس بسبب القيل والقال فللأداء الانسانى 3 تقييمات أو 3 محددات الأول محدد السمعة الذى هو بيد الناس والثانى محدد العبادة الذى هو بيد الرحمن والثالث محدد السعادة الذى هو بيد الانسان ومابين التقييم الأول والثالث والثانى يأذن العمر بالمضى والأجل بالتدانى فالانسان موقف فى حياته وذكرى بعد مماته والذكر للانسان عمر ثان ولعله دليل دامغ جديد على وجود الله الذى سمح للانسان أن يعمل عقله حتى يستطيع أن يحتفظ بصورته كما كان بشحمه ولحمه ودمه على مدى عشرات السنين ليدلل سبحانه وتعالى ويبرهن على طلاقة قدرته وأنه هو العزيز القهار القادر على الخلق والقبض والبعث والحساب وادخال الجنة أو ادخال النار

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: