مراسل عسكري حكايات من قلب المعركة

مراسل عسكري حكايات من قلب المعركة
كتبت نرمين بهنسي
الشهيد بإذن الله البطل /عمرو عبدالجيد عبدالله

ولد البطل فى ١٣ فبراير ١٩٩٤، بمحافظة الجيزة
حصل على شهادة الثانوية العامة والتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة حتى السنة الثانية ثم تقدم خلال عام ٢٠١١ بأوراقه للكلية الحربية ولم يوفق، ولكن لحبه الشديد للقوات المسلحة، فقد قام بتأهيل نفسه طبيا و رياضا، و تقدم بأوراقه مرة أخرى للكلية الحربية عام ٢٠١٢، وتم قبوله فى صفوف الدفعة رقم ١٠٩ حربية – تخرج البطل عمرو عبدالجيد من الكلية الحربية فى ٢٠١٥/٧/١
والتحق بسلاح حرس الحدود بناءاً على رغبته لحبه الشديد أن يكون ضابط مقاتل، فانضم للكتيبة ١٤ حرس حدود، المسؤوله عن تأمين الحدود مع ليبيا حيث تولى قيادة إحدى نقاط حرس الحدود بمنطقة عين دالة بواحة الفرافرة.
يقول والد الشهيد البطل ستكون شهادتى فيه مجروحة لأننى والده ولكن يعلم الله أننى بعد فقد ابنى جائنى إحساس أنه ملاك كان يعيش معنا لفترة من الزمن ثم تركنا، فالشهيد كان محبوبا جدا أينما وجد سواء مع جيرانه أو أصدقاء الدراسة أو القوات المسلحة، كان مواظب على الصلاة منذ طفولته دون أى توجيه منى او من والدته، وكان دمث الخلق مؤدب أدب ربانى لم يتعبنا فى تربيته، وقد شب وكبر دون اى عناء منا، بل كان طيفه ملائكيا فى كل شىء، وقبل ان يتمم عامه الثالث والعشرون، وبعد بطولات عديدة، يحكي عنها الكثيرين.
وتحديدا فى الساعة السابعة من صباح الخميس ٢٥ رمضان، الموافق ٢٠١٦/٦/٣٠، و البطل صائم ، وبعد أداء صلاة الفجر مع زملائه، وجدت زوجتى ترد على التليفون الارضى، واذا بمحدثها يقول : حضرتك والدة الضابط عمرو ؟ فقالت : نعم فأغلق الخط ولم يستطيع إبلاغها.
ولكن والدة الشهيد ساورتها الشكوك بأن عمرو قد استشهد، ودخلت شقيقة البطل على صفحته على الفيسبوك فوجدت زملائه الضباط مشيرين خبر استشهاده. اتصلت بوحدته العسكرية وأكدوا لى أنه استشهد، بصدره بطلا أسدا جسورا فى مواجهة عصابات الكفر والضلال، وعلمت ان الواقعة قد حدثت، فى منطقة صخرة العامود بعين داله بواحة الفرافرة على الحدود الليبية أثناء قيام البطل بدورية لتأمين الحدود بمناسبة احتفال مصر بعيد ثورة ٣٠ يونيو حيث اشتبكت دوريتة مع خمسة سيارات دفع رباعى محملة بالارهابيين المسلحين بالأسلحة الخفيفة والثقيلة وكانوا فى طريقهم لتنفيذ عملية إرهابية لإفساد إحتفالات المصريين بعيد الثورة، وقد تمكنت دورية البطل من التصدى للإرهابيين وإفشال العملية الإرهابية وقتل عدد من الإرهابيين وإصابة البعض الآخر وتمكن سلاح الطيران من القضاء على المجموعة الإرهابية قبل فرارهم إلى الأراضي الليبية وقد استشهد خلال المواجهة الشهيد البطل النقيب عمرو عبدالجيد عبدالله والرائد محمد همام وأربعة من الجنود الأبطال.
استشهد البطل عمرو عبدالجيد عبدالله يوم الخميس ٢٥ رمضان واستلمت الاسرة جثمانه – الطاهر – يوم الجمعة ٢٦ رمضان وقد تمت صلاة الجنازة عليه، فى يوم الجمعه وكانت أول ليلة له فى قبره ليلة ٢٧ رمضان، نسأل الله أن يكون ذلك بشرى بحسن الخاتمة.
كانت جنازته العسكرية مهيبة شارك فيها من يعرفونه ومن لايعرفونه بأعداد غفيرة رغم حرارة الجو فى نهار شهر رمضان وقد بكاه وحزن على فراقه الجميع رحمة الله عليه وعلى كل شهداء الوطن الابرار.
تقول والدة الشهيد ‘‘ أشهد لك يا حبيبي انك كنت ونعم الابن البار لى ولابوك ولكل اسرتك ربنا سبحانه وتعالى إختار لك الشهاده فى احسن وقت فى رمضان وفى العشر الأواخر منها مكافأه لك على ما قدمت من تضحيات من أجل وطنك عشت راجل واستشهدت بطل جسور لا يهاب الموت مقبل غير مدبر تركت لنا ولاسرتك السيره العطره كلنا فخورين بك، اسأل الله العظيم ان يمتعك بالفردوس الأعلى من الجنة ويصبرنا على فراقك حتى نلقاك ‘‘
ورغم تكريم اسم الشهيد، من جهات عديدة، فى مقدمتها لقاء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي باسرته مرتين، وحصوله على درع حرس الحدود، واطلاق اسمه على احدى المدارس الابتدائية التابعة لإدارة بولاق الدكرور التعليمية فى حفل مهيب نظمته القوات المسلحة حضره محافظ الجيزة ومدير الأمن وقيادات وضباط حرس الحدود والأهل والجيران وأصدقاء الشهيد، وكذا اطلاق اسمه على مركز شباب كفر طهرمس بالجيزة بقرار من وزير الشباب والرياضة، وتكريمه من وكالة أنباء الشرق الأوسط وجامعة القاهرة والاتحاد العام لنقابات مصر، الا ان وجوده حيا يرزق فى جنات النعم، هو خير تكريم، له ولكل المخلصين، ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقد صدق قول الحق فيهم. ..

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: