المصبايح الكهربائية فى مصر الفرعونية

المصبايح الكهربائية فى مصر الفرعونية
ا.د/ أحمد حسين عبد المجيد

استشاري التغذية
والباحث في التاريخ المصري القديم

أثارت الحضارة المصرية إعجاب الكثير من العلماء والمؤرخين والناس على حد سواء على مر الزمان .. ولم يخفى على أحد ذاك الفضول الذي اقترن بكل أثر يكتشفه علماء الآثار في تلك الأرض التي عاشت لأكثر من 7 آلاف عام , ومن بين تلك الألغاز المحيرة بشأن الآثار الفرعونية , كانت المقابر التي تميزت بكمالها الفني وسط الظلام الدامس , فلا يعرف العلماء على وجه اليقين كيف استطاع المصري القديم الرسم والنحت بتلك الدقة على جدران المقابر الفرعونية في ظلام دامس وفي تلك الممرات الضخمة القابعة تحت الأرض في أماكن مختلفة بمصر!
لا زال الأثريون يسعون نحو فك رموز وطلاسم النقوش الموجودة على جدران المعابد والمقابر الأثرية لقدماء المصريين، والتى توضح حجم التطور العلمى والفنى والأدبى والروحى الذى بلغوه قبل آلاف السنين.
و مع ان العلماء لم يتفقوا حول كيفية بناء الفراعنة للأهرام و المعابد الأخرى الضخمة , الا أن البعض منهم يعتقد ان الفنان المصري القديم كان ينقش الصخور المكونة لجدران الغرف الداخلية تحت نور الشمس قبل ان يتم تغطيتها و البناء فوقها , و هناك من يعتقد ان الفراعنة كانوا ينيرون الغرف الداخلية عن طريق عكس أشعة الشمس على مجموعة من المرايا , بينما يذهب آخرون , و هذه هي النظرية الاكثر قبولا , الى ان المصريين كانوا يستعملون زيت الزيتون كوقود لمصابيحهم لأنه نظيف عند الاحتراق إلى درجة انه لا يترك أي اثر للدخان اوللسخام الا ان مشكلته الوحيدة هي انه يحتاج الى الهواء للاشتعال و هي مشكلة يمكننا ان نتخيل صعوبتها عندما نعلم ان المصريين كانوا يعلمون تحت مئات الأطنان من الصخر و في ممرات ضيقة بدون نوافذ.
فقط ظهرت فرضية مثيرة للإعجاب, حيث زعم عدد من الباحثين أنه تم اكتشاف الكهرباء في العالم القديم , وكان الكهنة في مصر القديمة هم أول من استخدم الكهرباء في إنارة المقابر تحت الأرض , وما عزز فرضيتهم تلك ما تم العثور عليه من نقوش غطت جدران زاوية مظلمة تقع في سرداب في معبد حتحور في دندرة .
أحد تلك النقوش جذب انتباه مهندس نرويجي كان من زوار المعبد والذي لم يكن لديه شك في أن ما رآه بالفعل لم يكن غير مصباح كهربي .
انتشرت تلك الفرضية سريعاً , وأثارت تلك النقوش فضول المهندسين والباحثين على حد سواء , وبعد دراستها , أكدَّ العديد من الباحثين أن تلك الصورة على جدران معبد حتحور تبدو بالفعل كمصباح كهربائي من نوع ( أنبوب كروكس ) – وهو عبارة تجربة كهربائية قديمة تم فيها استخدام أنبوب تفريغ مُفرّغ جزئيًا أجراها الفيزيائي الإنجليزي وليام كروكس ومساعدوه بين عامي 1869-1875 م، وقد اكتشف خلال التجربة وجود الأشعة المهبطية أو تيار الإلكترونات ( أشعة الكاثود) .
في صورة المعبد : نجد أنه تم تمثيل حزمة الإلكترونات بأفعى متوجة طويلة يمتد ذيلها كسلك يتصل بقاعدة على شكل وردة اللوتس وموصولة بسلك يدخل في جسم مربع الشكل يبدو وكأنه بطارية , وبالقرب من ذلك الشكل المربع يجلس شخص يرمز لآله الهواء عند المصريين القدماء مع وجود ثلاثة أشخاص تحت ذلك النقش وقرد يحمل ما يشبه السكاكين في الجهة المقابلة للمصباح , ويعتقد العلماء أن ذلك القرد الحامل للسكاكين يبدو كعلامة للتحذير من خطر الصعقة الكهربائية إذا تم لمس الأسلاك والمصباح وجدير بالذكر أن الأفعى في مصر القديمة كانت ترمز للطاقة الإلهية .
أن المصري القديم أطلق على المشاعل عدة مسميات ولم يقرر الشيوع إلا لثلاثة أسماء منها وهي «تكاو – خبس – ستات» وكانت هذه المسميات تطلق على المشاعل والمصابيح منذ عصر مصر القديمة (نصوص الأهرام)، وحتى نهاية عصور مصر القديمة كلمة واحدة لم يفرق بها بين الشعلة والمصباح ولم يختلف في نطق هذه الكلمة وترجمتها اختلافًا جوهريًا اذ ينطق بعض العلماء وهم الغالبية هذه الكلمة (تكا) خاص بالفعل بمعنى (يضيء).
فى ظل كشوف معبد حتحور بدندرة، والتى أوضحت أنه ربما عرف الفراعنة المصابيح الكهربائية من خلال النقوش التى تبين أشخاص بجوار أجسام تبدو زجاجية كمثرية مفرغة كبيرة تضم بداخلها حيات ملتوية تشبه المصابيح الكهربائية.
وذهبت بعض الأبحاث العلمية لدراسة تلك الأجسام، وتنفيذ مجسمات شبيهة بها للوقوف على إمكانية استخدامها فى الإنارة، وهو ما لا يزال بحاجة إلى مزيد من البحث للوصول إلى الحقيقة التى ربما تذهل الجميع بعظمة التقدم العلمى الذى بلغه الفراعنة فى تلك الفترة من التاريخ.
في دراسة أثرية أكدت استخدام المصري القديم للمصابيح في بعض المدن التي لم تسكن لفترات طويلة مما يدل على استخدام المصابيح في الإضاءة المنزلية ومن أهم هذه المدن مدينة اللاهون ودير المدينة وتل العمارنة، حيث عثر في منازل تل العمارنة على العديد من الأواني الصغيرة التي استعملت كمصابيح.
أن المصري القديم ترك مناظر المصابيح مصورة على أحد مقابر تل العمارنة وهي مقلدات للمصابيح التي كانوا يستعملونها في المنازل والقصور، حيث صورت العائلة المالكة م وهي تتناول وجبة العشاء في القصر الملكي ويلاحظ بجوارهم مصابيح وضعت على حوامل مرتفعة.
وفي عصر الرعامسة نجد معلم يحث تلميذه على أن يكتب بالنهار ويقرأ بالليل «اقض النهار في الكتابة بأصابعك على أن تقرأ بالليل» وتدل هذه العبارة على استخدام المصابيح في المذاكرة أثناء الليل
اين اختفت هذه المصابيح و لماذا لم يتم العتور عليها؟ رغم انها منحوتة و كما لاحظنا فهي كبيرة بل ضخمة فلماذا لم يجدوها ؟ ام انهم وجدوها و اخفوها لكي لا يقولوا ان الفراعنة هم اول من اخترع الكهرباء او المصباح و البطارية
إذاً فهل توصل المصريون القدماء بالفعل إلى تلك الطاقة الكهربائية منذ آلاف السنين ؟
هل ستكشف لنا آثارهم يوماً ما عن تلك الحقيقة التي ربما ستعيد كتابة التاريخ من جديد ؟
لا أحد يعلم .. فأطنان من الخبايا والأسرار مازالت قابعة هناك منذ آلاف السنين تحت تلك الأرض العتيقة بانتظار من يكشف عنها الستار .

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: