الحلقة الثالثة عشر من كتاب شهداء الواجب في حرب مصر ضد الإرهاب

الحلقة الثالثة عشرة من كتاب
شهداء الواجب فى حرب مصر ضدالارهاب
توثيق د. أحمد على عطية الله
الناشر دار النوارس للطباعة والنشر
الشهيد البطل عقيد شرطة محمد محمود ابو سريع
ضابط أحبته المساجين
الشرطة المصرية الباسلة سطرت صفحة مضيئة من نضال الشعب المصرى ضد الاحتلال الانجليزى بمصر فى 25 يناير 1952 عندما تحدى ضباطها وجنودها البواسل بأسلحتهم البالية الاحتلال الانجليزى الغاشم على أرض مدينة الاسماعيلية عندما طالبهم بتسليم أسلحتهم ومغادرة مبنى المحافظة ومبنى قسم الاسماعيلية

الحلقة الثالثة عشر من كتاب شهداء الواجب في حرب مصر ضد الإرهاب

 

والعودة الى القاهرة بحجة أنهم يجعلوا من مقراتهم ملاذا للفدائيين فى هجماتهم على معسكرات الانجليز بمنطقة القنال.. فحاصرت قوات الامبرطورية الانجليزية بمدفعيتها ودبابتها واسلحتها الحديثة وجنودها النظاميين بعدد بلغ 7000(سبعة آلاف جنديا ) وهجموا على مالايزيد كثيرا عن 800 جندى وضابط تصدوا ببسالة بأسلحتهم البسيطة لقوات الاحتلال حتى نفذت ذخيرتهم وسقط من بينه 50 شهيدا و800 جريحا مفابل 13 قتيلا و15 جريحا بريطانيا فى بسالة أذهلت قائد قوات العدو الامر الذى أدى الى اعطاء اوامره لفصيلة من جنوده للوقوف صفين وتأدية التحية العسكرية أثناء خروج رجال الشرطة المصريين أعجابا ببسالتهم وتضحيتهم

معلومة تهمك

..
ومن هؤلاء الآباء خرج جيل الأبناء والأحفاد من رجال الشرطة بنفس الروح القتالية والبسالة
والتضحية فى سبيل مصر ومن هؤلاء البواسل الذين ضحوا واستشهدوا فى سبيل مصر الشهيد البطل عقيد محمد محمود أبو سريع الذى ولد فى ٢٢/١٠/١٩٧٢بمدينه المهندسين محافظه الجيزة والذى سارع بعد حصوله على الثانويه العامه بالالتحاق بكليه الشرطه سنة ١٩٨٩ والذى كان شاباً باراً جدا بوالديه ومحبوباً من جميع زملائه سواء في المدرسة أوالكلية وكان قيل الامتحانات لديه ملكة توقع الأسئلة التى كانت تأتى فى الامتحان ويخبر بها زملائه وكان متفوقا ودائما يطلع ترتيبه من الاوائل
لانه كان من اوائل دفعة عام ٩٣ بكلية الشرطة وتم تعينه مباشرة في قسم العجوزة طبقا لرغبته لمدة خمس سنوات وبعدها اتنقل الوادى الجديد لمده ثلاث سنوات ثم انتقل الى مصلحه السجون سجن طره فى البداية .. عمل في مصلحه السجون لمده. ١3 عاماً ينتقل من طره ثم المزرعة ثم وادي النطرون وكان من اكفأ رؤساء المباحث علي مستوي سجون مصر وده بشهاده رؤساؤه وكان ايضا محبوباً من المساجين .. وله معهم قصص وطرائف ومواقف انسانيه ..


وبعد قيام احداث 25 يناير 2011 كان في طره حيث يقبع احمد عز وبعض كبار الشخصيات .. وبعدها اتنقل وادي النطرون وكان موجود لحظه الهجوم علي السجن وشاف كل حاجه وصورها وكان الشاهد الرئيسي في قضية فتح السجون وهروب المساجين
حيث كان مرسى وعدد من القيادات الاخوانية مسجونين لديه..
يوم الهجوم علي سجن وادى النطرون كان موجود بالسجن واتصل بوالدته لتعاونه بالاتصال ببعض الجهات ليرسلوا له دعما لحمايه للسجون لكن للاسف يومها انقطعت الاتصالات الخاصة بوزارة الداخلية .. وربنا نجاه هو ورئيسه علي الطريق الصحراوى بمساعده الشرطه العسكرية.. ووصل في الفجر لمنزله واطمنت عليه والدته بعد أن وصل بيته في مدينه نصر وبعدين تاني نزل تانى رايح السجن وهو صمم وراح السجن مقر عمله على الرغم من انقطاع الاتصالات مع الوزارة وقياداته واخد بعض الاشخاص وطلع الجبل للمطاريد عشان يسترد السلاح اللى نزلوا واخدوه من السجن وكنت والدته تتابعه علي التليفون طول اليوم هى ووالده .. وبعض المساجين وهى بتهرب ماتت وهما بيخرجوا من الشفاطات هروبا من ضرب النار من خارج السجن وبعضهم استخبي في المزارع ولما وجدوا الشهيد خرجوا وكانوا معاه .. واخيرا الجيش بعت له مدرعة علي باب السجن اللى كله مفتوح وابوابه مكسورة حتى غرف الاعدام فتحوها وخرجوا كل اللي فيها وكان فى المساء بينام فى المدرعة حيث كان السجن مفتوح ويريد الحفاظ عليه وكان لايقبل الحرام.. وتكمل والدته حديثها قائلة:
ابنى كان محبوب من المساجين لما الداخليه اعلنت ان المسجون اللي ح يرجع مش حياخد اى جزاءات بقى المساجين يطلبوا ابني علي التليفون يقولوا نرجع ومش حتعملولنا حاجة .. وفعلا كلهم تقريبا رجعوا عشان هو طمنهم.. وكانوا بيحبوه وبيثقوا فيه..
وتم طلبه شاهداً في المحكمه وحكي .. لهم كيف تم الهجوم وفتح الابواب باجهزه بتسيح الحديد وانهم كانت لغتهم مش مصرية والسجين اللى ميخرجش يضربوه بالنار.. واستولوا علي الخزنة والسلاحليك حتي مكتبه دخلوا واخدوا كل حاجه فيه.. وكان الشاهد الوحيد والرئيسي في قضيه فتح السجون وهروب الاخوان واعوانهم..حيث كان مرسى وقيادات اخوانية من ضمن المساجين ..وتواصل والدته حديثها :
اصبح بعد كده تجيله تهديدات ورسايل ماكنش بيقولي وعرفت بعدين .. واصبح مستهدفاً.. وجائت حركه الترقيات وتمت ترقيته ونقله الى اداره الفنادق .. الكل عارف انه العين عليه من الارهابين لكن للاسف لما جاء ميعاد نقله الى ادارة الاندية والفنادق المساجين عملوا مظاهرة في السجن ومش عاوزينه يتنقل.. وقعدوا يهتفوا باسمه محمد بيه ابوعمر.. وحصل هيجان في السجن عشانه .. واتصلت ادارة السجن بمساعد الوزير .. وقاله خلاص متنزلش واقعد واول اجازه لك مترجعش تاني .. وفعلا استلم شغله في ادارة الاندية والفنادق بعد اول اجازة له..
تم انتدابه لمديرية امن القاهرة للمرورعلي الدوريات الامنية بشارع ٢٦ يوليو لمدة اسبوعين .
وخلال هذه الفترة كان متأثرا بأستشهاد زملائه من جهاز الشرطة فغير صورة بروفايله على شبكة التواصل الاجتماعى بصورة كتب عليها ” لن ننسى شهداء الشرطة” وعليها قطرات الدماء الطاهرة .
والفتره دى كانت رجله تعبانة وعملها رباط ضاغط وكان بينزل الشغل وعندما زاد ألم قدمه طلب فترة راحة عشان تعبان رئيسه قال له : روح بكرة وخلاص اخر يوم .. وفعلا كان اخر يوم في حياته .. نزل للمرور امام وزارة الخارجيه في بولاق ابو العلا وهو لسه واصل ورايح يسلم علي زميله انفجرت قنبله كانت مزروعه تحت شجرة
شيخ الجامع اللى فى مكان الحادث شكر فيه وفي اخلاقه وقال انه كان بيدخل يصلي معاه..
وعن بعض المواقف الانسانية للبطل الشهيد
وفى احد الايام أثتاء خدمته بشارع 26 يوليو كانوا بيخلوا الشارع من الباعه الجاءلين وفىه بياعة عجوزة مش راضيه تمشي سالها ليه ؟ قالت له :انها لازم تبيع عشان الفلوس دي بتروح تدفعها لغسيل كلي ابنها وهو عشان كان عنده رحمه وانسانية سألها كام ثمن الجلسة؟ واعطاها الفلوس وخلاها مشيت عشان محدش يضرها ويقوموها بالقوه .. وطبعا الحكايه دى عرفتها من زمايله بعد الاستشهاد
حكاية تانية .. أحد العاملين في ادارة الاندية والفنادق كتب علي صفحة الشهيد “كلنا محمد ابوسريع” انه لهم زميل علي قد حاله وعنده مشكلة في الانجاب ومعندوش امكانيه ذهابه وزوجته للدكتور .. ولما محمد ابني عرف حجزله عند دكتور واعطاه مبلغ وقال له: اى حاجة عاوزها تعالي وخد مني عشان العلاج .. وربنا كرمه وخلف.. كل ده عرفته بعد الاستشهاد حتي الكنيسة عملت له عزاء لانه كان عنده مسجون مسيحي وكان له معاه موقف وكان القسيس بيروح له فى الزيارات و وكان بيساعده
كل الناس اللي اشتغل معاها بتشكر فيه وفي اخلاقه ورجولته وانسانيته
الشهيد كان متزوج وعنده ولد وبنت الولد دخل كليه الهندسه ولم يقبل في الشرطه هو كتب قصيده عن ابوه
اقرار بموافقة والدة البطل الشهيد على النشر

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: