اللحظات الأخيرة

مؤلمة هي تلك اللحظات الأخيرة

اللحظات الاخيره

بقلم / وفاء ابو السعود
مؤلمة هي  تلك اللحظات الاخيرة   ، حينما ُتسدل الاستار  ،، وينتهي مشوار السنين ،، وتصمت الجدران عن الحديث ، إيذانا بانتهاء عهد عاش كثيرا ، صاحب الجميع  في مشوار أيامه  ،  طُبعت ذكريات تلك الأيام على تلك الألوان الباهتة التي تكسو الجدران ، ذكريات عتيقة ، تشدو بألحان الفرح تارة ، وتنوح بألحان الياس تارات  اخرى ، هنا كان الامان ،  وهنا كان الحلم الذي لايموت ويتجدد كل صباح ،  هنا كانت العزوة ، وهنا كان القلب الكبير ، من هنا بدأت الرحلة ، هنا تربي جنيني ، و اشتد عوده ،  واصبح شابا يسعى أن يتربع علي عرش الحياة ، هنا قضيناها ليالي باسمه ،  
و هنا كانت أمي تجلس  سعيدة راضية في حديث الساعات لتحكي ما يفرحها وما يؤلمها وتحكي لنا ذكريات الاجيال السابقه ، هنا كان أبي يلاعب الاطفال ويسعد ببرائتهم ويخرج سعيدا مسرورا بعد أن يملأ المكان بإشعاعات الامل والامان
وهنا ذلك القلب الكبير الذي يعطي بكل مافيه اروع انواع العطايا ، دون منّ ولا كلل ، وهنا كانت ذكريات لاب واراه الثرى منذ  سنوات ، مات جسده وماماتت ذكرياته ، ولا تزال روحه تقطن في كل الأركان

هنا ،، في هذا المكان كان المأوى  لكل حائر  وساحة أمان  لكل محزون  ، هنا كان مكان يستوعب كل الطاقات السلبيه  لكل زائر ويخرج بطاقة إيجابية  تتبدل معها  كل أحزانه الي راحه وسعاده .

معلومة تهمك

كم استوعب هذا المكان أطياف من البشر من كل فج وصوب ولم يغلق بابه يوما في وجه أي منهم

مؤلمة هي تلك اللحظات الأخيرة ،،حينما تخطو الخطوات وانت تعلم جيدا ان تلك هي أخر خطوة لك في هذا المكان ، حائرا مقهورا  تتقدم وتتأخر لعل هناك ما يغير الاحداث ، وتود  لو أخذت تلك الجدران وماتحمله معك من ذكريات ، نظرات حائرة وبائسة ودموع تأبى ان يراها أحد ،،

نهاية عهدٍ عتيق عاش كثيرا ، و تعاقبت عليه الأجيال ، لم يكن هذا هو افضل مكان ،، ولكنه كان  المكان الأوحد الذي تجد فيه القلوب ضالتها ، من حب وحنان ،مكان يتسع للكثيرين  رغم ضيقه  ،، ولم تغني عنه البيوت الجدد رغم اتساعها واناقتها
لحظات تشق معها القلوب ،، هنا رحم تجمعت فيه أجيال متعاقبة ، هنا كان المحور الذي تدور حوله الحياة
قبلة هو ، يزورها القاصي والداني ، ملاذ لكل مسافر ومأوى لكل مهاجر
هنا نقطة البداية وهو نفسه نقطة النهاية
هنا مضي مشوار السنين وظل الحنين

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: