احذر أن تسن سنة سيئة

احذر أن تسن سنة سيئة

احذر أن تسن سنة سيئة

كتبته :وجدان عوض
الباحثة في علم النفس والدراسات الإسلامية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“مَنْ سَنَّ سُنَّة سَيِّئَة فعَلَيْهِ مِثْل وِزْر كُلّ مَنْ عمل بِهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة”

معلومة تهمك

قد يعتقد البعض أن سن السنن لا يكون إلا في الأمور الدينية فقط، وإنما هو أشدها وأخطرها، ولكن قد يسن أي منا سنه في أمور الحياة العادية ظنا منه أنها لن تضر وأنها بسيطة إلى أن يجد نفسه محمل بسيل من السيئات تملأ ميزانه وهو لا يدري ، فمن اخترع موضة لبس البناطيل الممزقة كالشحاتين. في بادئ الأمر ظن مخترع الموضة أنها شيء فكاهي وليس به شيء او لا يمس الدين( إن كان يهمه أمر الدين أصلا) إلى أن يتحول الأمر الى أمر ديني بالفعل ويجد نفسه محمل بذنوبه وذنوب وكل من قلده.

رأيت فيديو على السوشيال ميديا لام ريفية واب ريفي يتباهون بأنهم أسرفوا حد الاسراف في جهاز ابنتهم وأنه لا يوجد بنت في القرية أو القرى المجاورة جاءها مثل هذا الجهاز، وذكروا أن ابنتهم مميزة ولابد ان ياتي لها مثل هذا وأكثر، وكان فيديو مستفز للغاية حيث أظهر جهل هذه السيدة ومن معها وكيف أنهم اساءوا لابنتهم وبنات بقية العائلة وبنات القرية وكل من شاهد الفيديو، لأنه بالفعل هناك من احس بالعجز وقلة الحيلة لأنه لا يستطيع أن يأتي لإبنته بهذه الاشياء، وهناك فتيات أحست بالقهر والدونية وأنها أقل من هذه الفتاة التي تعتبر محظوظة في نظرهم ، وظن الأب والأم انهم لم يفعلوا شيء محرم وأنها امكانياتهم المادية التي تسمح لهم بذلك ، وغفلوا عما فعلوه في نفوس من حولهم من حسد وغيرة وحقد عليهم ، وأنهم لم يمتثلوا لأمر الله والرسول بعدم مغالاة المهور.

قصة ود ، وسواع ، ويغوث ، ونسر:
قال تعالي : “وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا”. (نوح – 23)
. قال جمهور العلماء ود وسواع ويغوث ونسر كانوا رجالا صالحين من بني آدم وكان لهم أتباع يقتدون بهم ،فلما مات الواحد تلو الآخر قال أصحابهم الذين يقتدون بهم لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة اذا ذكرناهم فصنعوا لهم تماثيل ولم يعبدوهم حينئذ ا ولما هلك أولئك وجاء أجيال بعدهم ونسخ العلم من صدور الرجال فدب إليهم إبليس فقال : إن آباءكم كانوا يعبدونهم وبهم يستمطرون( أي يدعونهم لإنزال المطر) فعبدوهم ، فابتدأ عبادة الأوثان من ذلك الوقت، فابتدأ الأمر غير ديني وكانوا يريدون أن يذكروهم فقط ولكن تحول الأمر لديني وهو الشرك بالله .

قصة لحي بن عمرو :
كان عمرو بن لحي الخزاعي من خزاعة سيد مكة في الجاهلية ومن سادات العرب ذا مال جزيل عرف عنه فعل المعروف وبذل الصدقة والحرص على امور الدين وإن اختلط ببعض الشرك والخرافات، فنال تقدير الناس فأعطوه الملك فأصبح ملك مكة وبيده ولاية البيت،
وقال ابن هشام أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره فرآهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله، فاستحسن ذلك وكان الشام آنذاك محل الرسل والكتب السماوية. فسأل ابن لحي عن هذه الأصنام فقالوا له إننا نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا ،فقال: اعطوني منها صنما اسير به لأرض العرب لعله يعيننا على جلب المطر فنحن نحتاج الماء في مكه ، فأعطوه صنما وجلبه معه فابتدع الشرك وغير دين إبراهيم عليه السلام فكان أول من أدخل عبادة الأصنام إلى أرض الجزيرة العربية .
عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبة أمعاءه في النار، فكان أول من سيب السوائب، وفي رواية أول من غير دين إبراهيم”.

واخيرا:
فلتحذر قبل ان يقلدك أحد في تصرفاتك وافعالك وشكلك و هيئتك، قد تخلع عدد من الفتيات الحجاب مثلما فعلت ، قد يقص شعره شباب مثل قصة شعرك المنهي عنها، قد يسرف من يعرفك بداع وبدون داع تقليدا لك، قد يتكلم ويتلفظ اصحابك بكلامك والفاظك المسيئة، قد تسئ معاملة زوجها واهله مثلما تفعلين، قد تضع العطر وتتزين وتلبس كما يحلو لها تقليدا لك ، فاحذروا قبل أن تسنوا سنة سيئة وتاخذوا وزرها ووزر من عمل بها ليوم الدين.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: