كاتش ٢٢

ماهو كاتش 22

كاتش ٢٢

كتب د تامر عزالدين

كاتش ٢٢

معلومة تهمك

“العدو أي شخص يريد قتلك، بغض النظر عن الجانب الذي يقف عليه”

جاءت هذه العبارة علي لسان بطل رواية كاتش ٢٢. (catch22)

و قد اشتهرت هذه الرواية في الاوساط الادبية في بدايات القرن العشرين
ولكني تعرفت عليها لان اسم الرواية استخدم في مجال الطب كحروف تختصر متلازمة جينية تصيب المريض بعيوب خلقية متعددة منها ما يصيب القلب بسبب نقص في جين في الموقع رقم ٢٢ علي الكروموسوم

شهرة الرواية أغرت الاطباء علي استعارة اسمها
و أغرتني هذه الاستعارة من الاطباء لاسمها لكي اعرف اكثر عن هذه الرواية الجدلية

تدور الرواية حول المجند (يوسارين)اثناء الحرب العالمية الثانية
يأخذ هذا المجند الحرب على محمل شخصي، عندما يكتشف عبثية الحرب و الموت الذي يحدق بهم من اجل اسباب غير منطقية، ويقع في ظروف مضحكة بائسة مأساوية، محاطاً بقادة مصابين بجنون العظمة وزملاء غريبي الأطوار، حيث يموت أصدقاؤه، ويُقصف سربه من قبل ضابط أخرق، ويرى قادته يتطوعون برجالهم في مهام خطرة لتحسين سمعتهم.

فيقرر الهروب من المهمات التي يتكلف بها ، ويتوسل من الطبيب الخاص بالوحدة إعلانه مجنوناً لكي لا يسمح له بالطيران

لكن يكتشف أن المشكلة ليست في الحرب و لا العدو بل المشكلة في البيروقراطية التي تحكم الاوضاع من حوله .

ويسأل يوساريان الطبيب “دانيكا” في الرواية سؤالا عبثيا فلسفيا يختصر المغزي من الرواية حيث يقول له:-

“دعني أفهم جيداً. في سبيل عدم الطيران ينبغي أن أكون مجنوناً، و الاستمرار في الطيران في هذه الاجواء لا يقوم به الا مجنونا
فيجب أن أكون مجنوناً للاستمرار في الطيران،
لكني عندما طلبت عدم الطيران،
هذا يعني عندكم أنني لست مجنوناً ولذلك عليّ مواصلة الطيران، باي منطق تتحدثون وًتفكرون”

فيجيبه الطبيب: أصبت أنت في وضع «كاتش-22»،

ورغم ان المصطلح من تأليف الكاتب و لا يخضع لفكرة علمية او كان مستخدما من قبل
الا انه تم ادخاله الي قاموس أكسفورد الإنجليزي فيما بعد . ليعبر عن الحالة العبثية التي يقع فيها الشخص من المنطق اللامعقول في إيجاد حل ما لمشكلة ولا يستطيع حلها بسبب البيروقراطية في التعامل

و قد قال الكاتب، إنه أراد معرفة كيف يتصرف شخص عاقل في عالم مجنون،

و الجنون الذي يقصده الكاتب هو الجمود العقلي الذي يحول القوانين و اللوائح الي أسلحة تقتل من صنعت من اجل خدمتهم
والبيروقراطية التي تعطل العمل
الذي من اجله وًمن أجل تسهيل اتمامه وضعت هذه القوانين
والعبث في الصراع بين الدول و الناس الذي يؤدي الي موت الذين من اجله حمايتهم اعلن هذا الصراع
فالعدو الحقيقي
كما قال بطل الرواية
هو من يريد قتلك بغض النظر عن الجانب الذي يقف فيه
قد يكون صديق يقتلك بكلمة محبطة
و قد يكون زميل يقتلك و هو ينافسك مناقسة غير شريفة في العمل
و قد يكون رئيس في العمل يقتلك بتعطيل تقدمك و عدم تقديرك
و قد يكون مجتمع يقتلك بالتهميش و الاهمال
و قد تكون وظيفة تقتلك لانك لست رجلها و ليست وظيفتك

كاتش ٢٢

رواية حققت نجاحاً علي المستوي الادبي و الفني عندما عرضت كفيلم في السينما عام 1970،ثم تم تقديمها في مسلسل تليفزيوني مرتان

و علي المستوي الفكري لانها اثارت قضية تعطل الشعوب و تقتل الهمم

و قدمت للعلم مصطلحا لم يكن معروفا من قبل و لا يستند علي نظرية علمية بل علي فكرة أدبية من تأليف الكاتب جوزيف هيلر

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: