الحلقة التاسعة و الثلاثون من كتاب شهداء الواجب فى حرب مصر ضد الارهاب
الحلقة التاسعة و الثلاثون من كتاب
شهداء الواجب فى حرب مصر ضد الارهاب
توثيق د. أحمد على عطية الله
الناشر دار النوارس للطباعة والنشر
الشهيد البطل الرائد عمرو وهيب محمد
من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا – صدق الله العظيم
من أجل مصر , وكرامة مصر , وشرف مصر, وحبات رمال مصر, يضحى المخلصون من أبناء مصر الذين يعرفون مقدار مصر بكل ما يملكون من دماء وأنفس فى سبيلها بكل نفس راضية
تروى زوجة البطل الشهيد قصة لها مغزاها فتقول :
قبل استشهاد عمرو بشهر
كنت خارجه انا وعمرو وماشيين بالعربيه وفجأه التليفون رِن ..
عمرو قال : الو
رد حد قا ل له: انا القائد العام للقوات المسلحه الوزير صدقي صبحي.. ازيك يابطل الصاعقه ارض سينا عمرها ما هتضيع طول مافيها ابطال مثلك.. وقال عامل ايه ؟ انا بطمن عليك .. وفضل يكلمه ويشكر فيه ع اللي عمله
وقال له : المدام جنبك ممكن اكلمها ؟
انا طبعا ف ذهول موش مصدقه ان وزير الدفاع بيكلمني
قال لي بالنص: ازيك يازوجة البطل
(والله العظيم كده بالنص وانا طبعا مش مصدقه من الفرحة)
قال لي: انتي زوجة بطل من ابطال الصاعقه.. وراء كل رجل عظيم أمرأة
( والله كنت هاعيط من الفرحة وانا موش فاهمه عمرو عمل ايه لكل ده )
وسألني: عندكم ولاد اد ايه ؟ وفضل يضحك ويقول: ان شاء الله يطلعو ابطال ذي عمرو
ورجع كلم عمروتاني وقال له: انا بشكرك على شجاعتك وع اللى بتعمله ف سينا ومصر عمرها ماهتقع ابدا طول مافيها ابطال مثلك..
وانتهت المكالمة بينا وبين وزير الدفاع واحنامش فاهمين فيه ايه؟
اصل عمرو بينفذ مداهمات كل يوم فى سيناء .. وعرفت فى نفس الوقت ان عمرو طلع قبل ماينزل اجازة بيومين راح مكان خطر جدا لوكر للعناصر التكفيرية طلع بيها لوحده مع ان الظباط متحذرين من المكان ده لخطورته .. وكان معاه صف ظابط وملازم وعمرو هو قائد المداهمة .. واستطاع انه يقضي علي عناصر مهمه من العناصر التكفيريه اه والله تخيلوا ورجع برجالته كلهم بدون مايحصل لواحد فيهم خدش .. وطلع ان المكان اللي عمرو راحه ده خطر جدا ومش اَي حد بيروح .. وان عمرو طلع بكل قلب ميت ومخافش وماترددش ولا ثانية انه يحافظ ع أرض سينا حتي لو كان التمن حياته .. بجد انا وقتها حسيت اني فخوره جدا بعمرو واني فعلا زوجة بطل شجاع مستعد يضحي بحياته علشان تراب بلده .. هما دول الأبطال اللي مفروض التاريخ يكتب عنهم وعن بطولاتهم وانا هافضل اكتب واعرف الناس مين عمرو وهيب وعن بطولاته .. الف رحمه ونور عليك .. اللهم اجعل كل عمل فعلته فى ميزان حسناتك
سيحكى التاريخ عن البطل الشهيد عمرو وهيب محمد أنه من مواليد ١٦/١١/١٩٨٦ بمدينة الاسماعيلية التحق بمدرسة ٢٤ اكتوبر التجريبية من كي جي حتى الثانوي العام ثم التحق بالكليه الحربية عام ٢٠٠٦ وتخرج عام ٢٠٠٨ دفعه ١٠٢حربية بسلاح المشاة ثم الصاعقة خدم بانشاص ثم بالأقصر ثم التحق بسينا بإحدى كتائب الصاعقه برفح .. وعمل معلم لفرقة الصاعقه للصف التالت بالكلية الحربية أثناء خدمته بسينا ثم عاد إلي سيناء مرة أخرى ..
عمرو كان منذ الطفوله طفل مطيع جدا وخلوق وكان يريد الالتحاق بكلية عسكرية منذ الصغر لحبه للبلد ووطنيته وظلت هذه الامنية مصاحبة له وكان مطيع وهو صغير جدا لوالدته وكان مرتبط بيها لانه يعتبر الطفل الأصغر.. وتزوج بعد التخرج مباشرة من الكلية الحربية ورزقه الله بثلات ابناء كبراهم ملك الان ١٠ سنوات وجودى ٧ سنوات وياسين ٥ سنوات ,, وكان اب حنون جدا عندما ينزل إجازته كان يلعب معهم .. وكان صديقا لأبنته الكبري ملك ياخدها معه الجيم لحبه الشديد للرياضة.. وكان زوجاً حنوناً جدا حيث كان دائما يساعدها فى كل شئ ويخاف دائما عليها .. وعندما انجبت ياسين لانه اخر طفل شعر بأنه سوف يكون مكانه .. وكان دائم التمني لللشهادة كان دائما يقول لزوجته. يارب اموت شهيد
ولما كانت تزعل .. كان يقول لها: متخافيش ولا تزعلي هاخدك معايا الجنه .. وكان ينظر لياسين ويقوله هطلعك ظابط صاعقه مثلى وهاخليك تخدمى فى سينا علشان تبقي راجل ..
كان عمرو بيحب البلد جدا جدا وكان وطني كان دائما يقول : انا لاخر نفس هاحافظ ع البلد لو هادفع قصادها حياتي
كان دائما مبتسم عمره مازعل من حد ولا غضب فى وجه أحد عمره مارد أيد طلبت منه مساعدة ابدا .. كان يقول : الصدقات دي اللي هتقعدلنا فى الاخرة
وكان انسان طيب جدا لأبعد الحدود .. كان يحب أصدقائه وكان يعامل العساكر على أنه اخ لهم .. كانو بيحبوه جدا.. ودائما لما كان ينزل إجازة كان يتصلوا يسالوا عليه كان اهم حاجة عنده العساكر
كان يقول: الجنود دول مسؤوليتي ومثلهم مثلى بيخدموا ف الجيش ولو ما أخدتش بالي منهم يبقي مالييش لازمة..
ويقول عنه زملائه ..
كان يتمتع بأقصي درجات الإيثار فكان يفضل زملائه و أصدقائه في القوات المسلحة علي نفسه و يسعي دائما لمساعدتهم في تحقيق ما يحلموا به حتي و لو كان علي حساب حياته الشخصية .
شخصيته داخل الكتيبة تتلخص في نقطتين حبه الشديد لقائد الكتيبة المقدم شاهد الذي كان يثق به و يقدره أشد التقدير و النقطة الثانية هي علاقته المميزه بالجنود داخل الكتيبة فكان يعاملهم بحب شديد و خوف كبير عليهم من أن يتعرضوا لأذي .. لم يوجه طوال حياته أي إهانة لجنوده.
استشهد البطل في رفح بتاريخ 23/11/2015 علي طريق قرية المهدية جنوب رفح نتيجة استهداف عربة هامر كان يستقلها بعبوة ناسفة..
أما قصة استشهاد النقيب عمرو وهيب :
ليلة ما قبل يوم الاستشهاد و في غرفة المبيت داخل المعسكر يجلس النقيب عمرو بعد أنا أقام الليل و يستمع إلي القرآن الكريم فكان يشعر في هذه الليلة بقلق غريب ينتابه لأول مرة..
في هذه اللحظات يدخل عليه قائده المقدم شاهد قائد كتيبة الصاعقة في رفح ليبلغه بأنه سيخرج معهم في المداهمة التالية ثم تردد فى اشراكه لما يبدو عليه من ارهاق و لكن أصرار النقيب عمرو جعل المقدم شاهد يوافق و يشركه معهم في المداهمة .
ذهب النقيب عمرو وهيب إلي أفضل جنوده و هو الشهيد بكر ليخبره أنهم سيخرجوا في مداهمة و طلب منه أن يجهز مستلزمات المبيت خارج المعسكر أثناء المهمة .
يوم الأنطلاق و التنفيذ وقف الظابط عزام بين الرجال قبل الأنطلاق و تلي عليهم الدعاء المعتاد قبل كل مهمة : ” اللهم إنا نحتسب هذا العمل عندك فاجعله اللهم لى في ميزان حسناتى وأشهد أن لا إله إلا الله كلمة عليها نحيا وعليها نموت وبها نجاهد في سبيل الله وعليها نلقي الله” .
وصلت القوات إلي نقطة المهمة بالقرب من قرية المهدية وكانت الخطة هي أن تنقسم القوات لجزئين جزء يقوم بتنفيذ المداهمة بقيادة المقدم شاهد و جزء أخر يذهب إلي نقطة بالقرب من كمين المهدية بقيادة النقيب عمرو وهيب و ينتظروا اتصال القوة الرئيسية حتي يتوجهوا للألتحام معهم وقت الحاجه .
تمركزت القوة الرئيسية بقيادة المقدم شاهد في أحد النقاط منتظرين أصطياد الهدف وذلك بالطبع بعد التمويه و التخفي الجيد في الارض المحيطه بهم لم يمر وقت طويل حتي استمع المقدم شاهد إلي صوت دراجه بخارية بالقرب منهم فوجه أمر إلي الظابط عزام ليتفقد الأمر و بالفعل رصدوا عنصرين تكفيريين يستقلوا دراجه بخارية و مسلحين ببنادق الية .
وجه المقدم شاهد تعليماته للقوات بأن ينتظروا حتي يدخلوا في قطاع نيران القوات و يحاولوا إيقافهم بالصوت و إذا رفضوا يتم التعامل معهم بالنيران المباشرة و بالفعل رفض العنصريين التوقف و تم التعامل معهم و القضاء عليهم .
وما هي إلا دقائق و رصدت القوات عناصر تكفيرية أخري مستقله دراجات بخارية و متجهة إليهم بأعداد كبيرة من الجانب اليمين واليسار للقوات رجعت القوات إلي مواضعها و أندلعت اشتباكات قوية بين الطرفين .
أرسل المقدم شاهد إشارة للقيادة بطلب قذفة مدفعية في الأحداثيات (المطلوبة ) في إتجاه أحد الجبال التي كانت تنطلق منها العناصر التكفيرية وتطلق نيرانها .. و بالفعل تم تنفيذ الضربة المدفعية .
وجاء وقت تقدم المقدم عمرو وهيب و وقواته إلي القوة الرئيسية المنفذة بعد تلقي إشارة التحرك و أنطلق المقدم عمرو في إتجاه نقطة الألتقاء .. و طلب المقدم عمرو من رجاله الأسراع لدعم القوات التي دخلت في اشتباكات عنيفة مع العناصر التكفيرية و بالفعل وصل المقدم عمرو رفقة قواته إلي قوة التنفيذ الرئيسية و لم يكن يفصل بينهم إلا 400 متر و لكن تنفجر بأحد مركبات الهامر التابعة للقوات عبوة ناسفة كبيرة الحجم و يشاء القدر أن تكون هذه المركبة هي مركبة الشهيد عمرو وهيب التي أشتعلت بها النيران .
جميع القوات أسرعت في إتجاه الهامر المصابه بالعبوة الناسفة محاولين إطفاء العربة و عندما وصلوا و جدوا النقيب عمرو فى النزع الأخير بمنتهي الثبات و أشار إليهم باصابعه ان يتركوه ليذهبوا للجنود التي كانت برفقته و بالفعل ذهبوا إليهم فوجدوا كل من نبيل و بكر قد استشهدوا و لم يتبقي إلا جندي واحد اصيب ببتر في ساقيه و هو الجندي البطل أحمد فوزي .
طلبت القيادة من المقدم شاهد الارتداد ولكنه رفض الارتداد إلا بعد جمع كل أشلاء الشهداء و لا يتركوا أي قطعه منهم في المكان و بالفعل تم تجميع جميع الاشلاء و رفع الهامر المدمرة بواسطة بلدوزر و ذلك بعد تصفية عدد كبير من العانصر الإرهابية التي هاجمتهم و فرار من تبقي منهم .
بعدها بساعات نجحت عناصر من كتيبة الصاعقة في تصفية العناصر التي قامت بتفجير العبوة الناسفة في مركبة الشهيد عمرو وهيب و جنوده بعد رصد موقعهم عن طريق عناصر الحرب الإلكترونية .
استشهد البطل بعد أن أدى دوره فى سبيل حماية ذرات تراب مصر
وتلتمس زوجة الشهيد عمل درامي للشهيد يمثل ويجسد بطولاته على ارض سيناء لكي يعرف الناس الابطال الحقيقيقين اللي ضحو بحياتهم لاجل هذا البلد وحيث أن الشهيد عمرو اول ظابط شهيد صاعقه على ارض سيناء فى الحرب ضد الإرهاب
موافقة حرم البطل الشهيد على النشر