الزلزال والسارق

الزلزال والسارق

كتبته :وجدان عوض
باحثة في علم النفس والدراسات الإسلامية

يرسل لنا لنا الله سبحانه وتعالى كل يوم رسائل كونية متعددة يراها كل ذي بصيرة ويتعلم منها ، فهذه الرسائل دروس وعبر يجب أن نتعلم منها سواء حدثت لنا أو لغيرنا ، المهم أن نستخرج العظة والعبرة ونتعلم .

معلومة تهمك

وما حدث بالأمس يجب أن نأخذ منه عدة دروس ، ف الزلازل ظاهرة كونية قد تكون كارثية في بعض الاحيان لولا لطف الله بعباده . فالزلزال كان قويا بقوة 6.4 ريختر، وكان لمده ثوانى معدودة، فلولا لطف الله بنا لحدثت كوارث لو كان أشد أو مدته أطول من ذلك. فليتخيل كل منا اننا في ظرف ثواني أو أقل أن نكون تحت الانقاض وبين الموتى. فالزلزال صورة مصغرة ليوم القيامة، فقد وصف الله سبحانه وتعالى هذا اليوم في سورة الزلزلة قال تعالى:

“إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (😎

فلعلنا نكون أدركنا أن الأمر بيد الله يغير الكون والقدر بين عشية وضحاها ، أو بين ثانية وأخرى. فعلينا أن نراجع أنفسنا في ذنوبنا و اخطائنا ونعيد حساباتنا ونتوب الى الله من كل ذنب صغير كان ام كبير، فالله يرسل هذه الآيات والكوارث ليفيق الناس من غفلتهم ويعودوا إلى الله تائبين نائبين ، فقد قال تعالى في سورة النساء:

“إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17)”
وقد ذكر العلماء أن معنى الجهالة هنا العمد والقصد في الذنب ، ومعنى يتوبون من قريب أي قبل مرضهم وموتهم، أي أن المذنب يتعجل في طلب التوبة لأنه لا يعلم متى يأتيه ملك الموت.

وفي نفس لحظه الزلزال والذي بعثه الله ليتدبر الناس ويراجعوا حساباتهم مع أنفسهم واخطائهم و ذنوبهم ، لم يتعظ السارق وظل في غيه وظل على معصيته حتى لو انشقت الأرض وابتلعته ومات من فوره، وكأنه يتحدى الكارثة الكونية وكأنه يتحدى الله سبحانه وتعالى، فكان رد الله سبحانه وتعالى الفوري له هو فضيحته وخزيه على رؤوس الأشهاد، ونتساءل كم مرة ستر الله هذا السارق رغم فعله كبيرة من الكبائر، وكم مرة تركه ليحاسب نفسه ويعود من قريب قبل فضيحه ، وكم مرة أمهله حتى يتذكر قوة الله سبحانه وتعالى وأنه يسمع ويري ويمهل ولا يهمل ، ولكن من الواضح أنه إعتاد الستر من الله حتى ظن أن الله غافل عنه أو أن حسابه بعيد أو بعد الموت، فليفعل ما يشاء الان ، والغريب انت ما فضحه هو ما تمت سرقته، أي الغنيمة الذي ظن أنه غنمها وفرح بها، فكانت هي نفسها سبب فضيحته وخزيه أمام الله وأمام الناس، وأنه هو من فضح نفسه بنفسه بسبب اعماله وسوء تصرفه و ذنوبه ومعاصيه التي تجرأ بها على الله تعالى.

وهناك مفارقة غريبة حيث في نفس اللحظة نزل شابان أحدهما قام بعمل خسيس ففضحه الله على رؤوس الأشهاد ، والآخر قام بعمل شريف فرضاه الله بذكر الناس له بالخير ورد له ما سلب منه .

وأخيرا:
جاء الزلزال ليعلمنا أن الموت قريب جدا ولايحتاج للمرض او انذار او تنبيه، راوتر كيف وجاء السارق ليعلمنا أن ستر الله ينكشف عنا إذا تمادينا في ذنوبنا و أخطأنا ومعاصينا وتحدينا لله تعالى، وأن ما نظنه ه غنيمة ونصر قد يكون فضيحة وهزيمة و سبب السقوط من عين الله وعين الناس.

فاللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك يا الله

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: