روشتة لحياة زوجية سعيدة *الخرس الزوجي*
روشتة لحياة زوجية سعيدة *الخرس الزوجي*
أحلام شحاتة
يخجل الزوج أن يقبّل زوجته أمام الأبناء، أو أن يمدحها أمام الأصدقاء، أو أن يداعبها أمام الأقرباء، أو حتى أن يذكر إسمها أمام الغرباء، لكنه لا يتورّع أبدا عن إهانتها أمام الجميع أو لطمها على خدها ، أو سبّها هى وأهلها ، والتلفظ بما لا يليق أو الصراخ بوجهها في عرض الطريق ، في حين أنه قد ينتقد هذا التصرّف من الآخرين ، ويتظاهر بالفضيلة و التمسك بالدين . بمعنى أنه لو رأى أو سمع زوجا آخر يفعل ذلك يلومه و يوبخه ويؤنبه ثم يمتدح نفسه بأنه هو الرجل المثالي و ما سواه هراء وأنه يحترق كالشمعة ليضيئ للآخرين ويتفانى في إسعادهم وهو الصدر الحنون و خاتم سليمان الذي ينتظر إشارة من أسرته ليحقق لهم الأحلام و يوفر لهم كل سبل الحياة وكل أنواع الطعام وأنه لا ينام من قلقه عليهم وحبه لهم ، وأنه يتعامل معهم بكل ود و صداقة مثل ذلك الرجل عنده خلل في تكوينه وفي طريقة تربيته هو شخص معقّد وبالتأكيد سلوكه الغريب هذا سلوكا متوارثا أبا عن جد و الطبع يغلب التطبّع هو جبل على ذلك إنه يحتاج لوقفة مع الذات و أن ينظر في المرآة ليواجه نفسه بعيوبه فلا يجعل من نفسه حكما على تصرفات الآخرين بينما هو يأتي بهذا الفعل وكما قال الشاعر( لا تنه عن فعل وتأت بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم) فالرجولة إحتواء و شهامة حنو وعطف و إهتمام و صدق و ليست قسوة وعنفا وتسلطا و جبروتا فالمجتمع الذكوري الذي يمجد الرجل -مهما كانت عيوبه- على حساب المرأة فقد ظلم كليهما ظلم المرأة بأن هضم حقها و ظلم الرجل بأن أعماه عن عيوبه وجعل منه بالونة ممتلئة بالهواء تتلاشي إذا ما إصطدمت بدبوس صغير ومن الصعب تغيير سلوك ومعتقدات ظلت كامنة داخل عقول بعض الناس لقرون طويلة فالرجل الذي يخشى أن يتعامل مع زوجته بنوع من الرقىّ و الحنو ويخشى أن يمدحها خشية التعالي عليه بينما هو يبالغ في مجاملة الأخريات ويرسم على وجهه إبتسامة لا يلمحها أفراد أسرته إلاّ عندما يستضيفون أحدا أو أمام الناس خارج البيت وفي البيت يرسم علامة التجهّم على وجهه وأنا أهمس في أذن مثل ذلك الرجل: تعامل مع أهل بيتك بحب وبمودة فهذا لن يقلل من شأنك أبدا على العكس لسوف تزداد قيمتك عندهم و تصبح أغلى من عيونهم و لا تعاقبهم على كل كبيرة و صغيرة إجعل في حياتك نسبة لهم من التسامح و الغفران حتى تسير بكم سفينة الحياة بسلام و أمان ولتفك عقدة اللسان الذي هجر الكلام الجميل و أصابه الخرس إلاّ عن غليظ القول ولتجعل من حياتك فرحا وسعادة وسرورا وإبدأ صفحة جديدة يمكنك أن تبدأ الآن فالمعاملة الطيبة تغسل قسوة الماضي والآلام المترتبة عليها ولتعلم أيها الزوج أن ما ستجمعه من جرّاء ذلك الكثير والكثير من الخير .
أحلام شحاتة أبو يونس
معلومة تهمك
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه