الرسٌام سامي الساحلي  بقلم حبيبة محرزي من تونس 

 

متابعة عبدالله القطاري من تونس 

 

هل هو رسام تشكيلي يراقص الفرشاة ويبحر في الالوان ام شاعر يغازل الحروف ليحلق في الطبيعة ويرتشف رحيقا وجمالا اخاذا ؟

معلومة تهمك

عندما تلج قاعة العرض وتبعث ببصرك يستكشف ما سلب الجدران صرامة البياض وحدة الاغراق في اللاشيء بكل سلبية ارتدادية تتفاجا بانك قد سموت في هالة نورانية زاهية قد تبرات من القتامة والكدر والذي يحوم بالقرب منك ، في الشارع المحاذي، بضجيجه وادرانه. فترتد عنه مبحرا في فسحة عشقية باهرة .

خضرة تكاد تبتسم لك مرحبة مستبشرة فاتحة عوالم الجمال والحب، بل تكاد تهفهف على خديك النسمات متسللة من الحدائق الفردوسية ،هذه اللوحة المترامية الاطراف التي تبدو عن بعد لقطة من الجنة الموعودة جنة تكتلت فيها كل الوان الطبيعة الزاهية النورانية ،هي حدائق ناطقة تخبئ بين ازهارها وانوارها عشاقا يتيهون حبا وعشقا، وكدت ترى روميو يهيم بجولييت هناك بين الزهرات والبتلات.

. لوحة بديلة لسواد نفوس كدرتها الاحداث وعالجها الرسام بامل وحب، بل هي دعوة الى الحياة الرحبة وقد يكون حجم اللوحة الممتد فيه مغزى ودلالة على البديل النقي عن التلوث والادران والاحقاد والمكاره .

.غير بعيد عنها “احبك ” هذه المباشرتية العاطفية العشقية خصها الرسام بالابدية اللانهائية فهي مستديرة الشكل .لا نقطة للبداية ولا للنهاية. قد تكون قمرا او كرة ارضية مدورة غناء .طهرها الرسام من الادران والشوائب ..تتوسطها شجرة منها تهمي الالوان والاشكال خيوطا حريرية رقيقة دقيقة، وورودا وبراعم تصافحت وتعانقت متكثفة متصافحة متعانقة في اعلى الدوحة لترشح على الارض بعضا من عبق طيب نكاد نشتم عبيره الشذي . هي فكرة مطلقة منطلقة تداعب العاطفة المشرئبة الى الحب التواقة الى الصفاء والجمال .

“احبك”جملة خبرية فيها الفعل والفاعل والمفعول به والذي هو في الاصل فاعل .بمفعول رجعي انتقائي تاكيدي .هذه الجملة هي التي استوطنت ريشة الرسام وقادتها الى الفواتح النيرة الاخاذة ، الاخضر لون الحياة والتجدد والاصفر لون الحب والتحدي .هذه الكلمة هي التي وجهته وجهة غير معلومة للاخرين المتشائمين، فبعثت فيه املا كاد يفقد ويتلاشى عند سواه.

والمتامل في هذه الرسوم سيتيقن ان في الامر عشقا وحبا لا يتوانى عن التصريح به اذ طغى جذر ( ح،ب،ب،) او احدى مؤثثاته كابتهاج القلب والوان ومملكة الحب وقلب عاشق غير ان هذا الاتحاد في التيمة والغوص في الالوان الزاهية والاشكال المتناسقة المتحاببة لم يمنع الرسام من ان يدبج الوجوه بملامح مختلفة بعضها بين وبعضها الاخر مموه فلا عيون ولا شفاه ولا لون بل هي ملامح مغيبة تائهة يجمع بينها “الانسان” ذاك هو مطمح الرسام ،لا فرق بين هذا وذاك ،لا فرق بين اسود وابيض لا فرق بين رجل وامراة الا تيمة الصلاح والنقاء والاباء وخدمة المجموعة . فاللوحة لقطة من مجموعة من البشر تتحرك في اتجاهات مختلفة ،بعضها متقابلة وبعضها متقاطعة والاخرى متجاورة .تلك فلسفة الحياة .الانسان يعمر حينا من الزمن ثم يمضي بل ان الرسام وفي تذييل بنفس شاعري يجانب اللوحة “غلى وجه القمر بريق وهتافات”.اذن فالصوت يتردد صداه بين من يتفقون او يختلفون . اصوات نكاد نسمعها تتهاتف في تحابب وتكامل يبني ولا يهدم يقدم ولا يؤخر .

غير ان الرسام وان سبح في لج الهوى بفواتح الالوان ردا وانتقاما من قواتم الحياة فانه وفي ثورة نفسية مر مباشرة الى الاسود الذي كاد يفقد كليا من اللوحات . هذا الاسود الذي بدت مهمته بينة ، تشويه الكيان البشري فالوجه قد خبا نصفه تحت قواتم حمراء وخضراء وبنية لكنها لا تلبث ان تتدرج نحو السواد في خطوط فوضوية معششة في نقاط مصيرية على اليمين واليسار ومن الاسفل وحتى الاعلى اي ان القتامة ملحة بينة مع تعمد التلاشي والاضطراب، وهو في الحقيقة موقف وادانة لما بات الانسان يكابده في حياته المشوهة من ماسي موجعة مؤلمة . والقتامة وان بدت نادرة استثنائية فان الرسام وليكون موضوعيا مقنعا فقد اغرق العمق في لوحة يعلوها وجه انثوي بيدين مغيبتين وملامح باهتة متارجحة بين الغموض والوضوح وجسد باصفرار التحدي والشموخ يصارع الحاضر الموجود ويتحدى الماضي المنقضي المضطرب المرعب.لكن المستقبل المنشود يظل رهين درجة الوعي والقدرة على الصمود .

لوحات الفنان سامي الساحلي Sami Sahli ارادها رسائل حب وعشق وهيام في كنف الجمال والجنات العذاب ..هي في الحقيقة بديل عن حياة مشوشة مشوهة نتصادم معها كل حين .

لوحات هي في الاصل متنفس لامل تبرق به ريشة فنان ذاع صيته داخل الوطن وخارجه .فنان يخط بالفوضى نظاما وبالالوان املا وبالاشكال فلسفة تتحدى الحاضر وتتغاضى عن الماضي لتفتح المستقبل بامل في حياة افضل قوامها الحب والفن بعيدا عن الاحقاد والفظاعات التي يتخبط فيها الانسان اليوم ..فبالفن عامة والرسم خاصة نتحدى الكبوات وننهض من جديد بنفس اقوى وعزيمة اشد واقوى لان

من لم يتعلم صعود الجبال. يعش ابد الدهر بين الحفر .

اللوحة على اليمين دائرية بعنوان “احبك”

اللوحة على اليسار “حدائق فردوسية “اكريليك على القماش بمقاس 200صم / 150صم.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: