فى الذكرى 52 لمجزرة بحر البقر…الدرس انتهى لِمّوا الكراريس

كتب : محمود الوروارى

 

 

تمر علينا الذكري 52 لمذبحة مدرسة بحر البقر الإبتدائية التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية لتؤكد لنا بشاعة وغطرسة الكيان الصهيوني وممارساته البشعة ضد الأبرياء العزل،وأن هؤلاء الأبرياء قد سطرت أسمائهم بأحرف من نور في ذاكرة الأمة،فقد حول العدو الغاشم أحلام الأطفال إلي بحر من الدماء داخل أحد صروح العلم،وسط صمت وعجز العالم الذي جلس مجلس المتفرج أنذاك دون محاكمة المتورطين في ذلك.

معلومة تهمك

 

 

 

 

  • يوم المجزرة

مدرسة بحر البقر الإبتدائية كانت تتكون أنذاك من دور واحد،وتضم ثلاثة فصول يدرس فيها 130تلميذا ً،وتتراوح أعمارهم مابين 6 إلى 12 عامًا،وبلغ عدد الحضور 86 تلميذاً فقط يوم القصف،ولم يخطر ببالهم عند توجهم للمدرسه فى هذا اليوم أنه سيكون آخر يوم يغلقون فيه كتبهم،وفى صباح يوم الأربعاء 8 أبريل 1970م فوجئ الجميع بقيام خمس طائرات من طراز فانتوم تابعين للكيان الصهيوني بغارات جوية على مدرسة بحر البقر،حيث قصفت المدرسة بخمس قنابل تزن ألف رطل وصاروخين مما أسفر عن إستشهاد 30 تلميذاً وإصابة 50 تلميذا بإصابات بالغة وخطيرة وإصابة مدرس و11 عاملا بالمدرسة،ودمرت المدرسة بالكامل.

 

 

 

 

  • هنا القاهرة:
    “أيها الأخوة المواطنون،جائنا البيان التالي.. أقدم العدو فى تمام الساعة التاسعة و20 دقيقة من صباح اليوم على جريمة جديدة تفوق حد التصور،عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشر تحت جحيم من النيران .

 

 

 

 

  • الصهاينة وتزييف الحقائق…المجزرة مدبرة ومخطط لها
    بعد وقوع الحادث مباشرة وبالتحديد فى الساعة الثالثة من مساء اليوم،صرح المتحدث العسكري من تل أبيب أنهم يحققون فى الأمر،ثم أعقبه بتصريح آخر بعد ساعة، يؤكد أن الطائرات الإسرائيلية لم تضرب سوى أهداف عسكرية فى غارتها على الأراضي المصرية.

وعقب الحادث صرح موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها ليتحدث إلى راديو “إسرائيل”قائلا:”المدرسة التي ضربتها طائرات الفانتوم هدف عسكري”، وادعى قائلا أن المدرسة كانت قاعدة عسكرية وأن المصريين يضعون الأطفال فيها للتمويه”،ووجه يوسف تكواه،مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة رسالة للمنظمة الدولية، كتب فيها “تلاميذ المدرسة الابتدائية كانوا يرتدون الزي الكاكي اللون،وكانوا يتلقون التدريب العسكري،وصرح راديو إسرائيل عن الضحايا “أنهم كانوا أعضاء في منظمة تخريبية عسكرية”،لكن الواقع أنذاك يؤكد أن القصف جاء ضمن تصعيد غارات الصهاينه على مصر لإرغامها على إنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة “روجرز”.

  • بقايا القصف…ذكريات فى متحف
    سبورة وتختة ومريله وكراريس،أبرز بقايا مجزرة العدو الصهيوني لتكوّن تلك الأدوات متحفا أُطلق عليه “متحف شهداء مدرسة بحر البقر”، في مدرسة شهداء بحر البقر للتعليم الأساسي.

*مقارنة بين الهولوكست ومذبحة بحر البقر:
سعي أسر ضحايا مجزرة بحر البقر فى أكتوبر 2013 برفع دعوى قضائية مطالبين دولة الكيان الصهيونى بتعويضهم مقارنة بالتعويضات التى حصل عليها الصهاينة من ألمانيا فيما عرف باسم” بالهولوكست ” أي الإضطهاد والقتل الجماعي ل6 مليون يهودي على يد زعيم النازية هتلر،فهل لأسر الشهداء والمصابين الأن الحق فى مقاضاة الصهاينة أمام المحاكم الدولة بتهمة إرتكاب جرائم قتل وإبادة ضد الإنسانية؟؟؟!!!!.

*المجزرة فى الشعر”الدرس إنتهي لموا الكراريس”

سطرت هذه المذبحة البشعة فى ذاكرة الشعر العربي،حيث ألف الشاعر صلاح جاهين قصيدة بعنوان” الدرس إنتهي لموا الكراريس” ليبين بشاعة العدو الصهيوني وسط إغفال وصمت العالم بقوله :

الدرس انتهى لِمّوا الكراريس
بالدم اللى على ورقهم سال
فى قصر الأمم المتحدة
مسابقة لرسوم الأطفال
إيه رأيك فى البُقع الحمرا
يا ضمير العالم يا عزيزى
دى لِطفلة مصرية سمرا
كانت من أشهر تلاميذى
دمّها راسم زهرة
راسم راية ثورة
راسم وجه مؤامرة
راسم خلق جبارة
راسم نار
راسم عار
عـ الصهيونية والاستعمار
والدنيا اللى عليهم صابرة
وساكتة على فعل الأباليس
الدرس انتهى لِمُّوا الكراريس
إيه رأى رجال الفكر الحر
فى الفكرة دى المنقوشة بالدم
من طفل فقير مولود فى المر
لكن كان حلو ضحوك الفم
دم الطفل الفلاح
راسم شمس الصباح
راسم شجرة تفاح
فى جناين الإصلاح
رسام تمساح
بألف جنــاح
فى دنيا مليانة بالأشباح
لكنها قلبها مرتاح
وساكتة على فعل الأباليس
الدرس انتهى لِمُّوا الكراريس
إيه رأيك يا شعب يا عربى
إيه رأيك يا شعب الأحرار
دم الأطفال جايلك يجرى
يقول انتقموا من الأشرار
ويسيل على الأوراق
يتهجى الأسماء ويطالب الأباء بالثأر للأبناء ويرسم سيف يهد الزيف
ويلمع لمعة شمس الصيف
فى دنيا فيها النور بقى طيف
وساكتة على فعل الأباليس
الدرس انتهى لِمّوا الكراريس

رحم الله شهداء الوطن وحفظ الله مصر وأهلها من شر الأعداء ووفق قادتها.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: