حياة الروح

حياة الروح

بقلم الشيخ: عبدالله مسعد

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله الا الله ولى الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدالله ورسوله اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.

 

معلومة تهمك

أحبتي فى الله
الإنسان مكون من جانبين جانب مادي وجانب روحي، فالجانب المادي هو الجانب الذى منه خلق وهو التراب أصل الخليقة الذى خلق الله منه أدم عليه السلام قال تعالى { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ }
وهذا الجانب غذاءه من الأرض وراحته فى الأرض ومسكنه الأرض وكل حاجاته الأرض.
والجانب الثاني الجانب الروحي فهو من السماء وراحته فيما نزل من السماء وشفائه كلام الرحمن وطعامه ذكر الكبير جل فى علاه لأنها من الله وهى الروح قال تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلً}.

 

أحبتي فى الله
أن حياة الروح وراحتها وسعدتها التى نبحث جميعًا عنها فى كتاب خالقها فى القرآن الكريم الذى هو شفاء وسعادة راحة وطمأنينة قال تعالى {وَنُنـزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } وقال تعالى {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} القرآن كلام الله جعل وعلا يأنس المرء بتلاوته وتهدئ الروح بسماعه وتسعد العين بالنظر اليه والأذن بسماعه قال الحسن البصرى عليه رحمة الله (من أراد أن يكلمه الله فعليه بالقرآن) لأن القرآن الكريم كلام الله الموجه الى عباده.
أحبتي فى الله
أن حياة الروح وسعادتها كذلك فى ذكر الله جل وعلا، أنه الذكر مادة حياة القلب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ والذي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ} فالذاكر لله حي والذى لا يذكر ربه غافل ميت.
لو لم يكن للذاكر إلا أن الله يذكره لكفاه قال سبحانه{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} اذكر ربك وأنت منكسر يجبرك بفضله، اذكر ربك فى حاجتك يغنيك بكرمه، اذكر ربك وانت مفتقر إليه يعزك بسلطانه وقوته.

 

الذكر يشمل التسبيح الذى هو تقديس لله جلا وعلا، ويشمل التحميد الذى هو تمجيد لله سبحانه، ويشمل التكبير الذى هو التهليل والثناء على الله جلا فى علاه، ويشمل الاستغفار الذى هو طلب العفو مع الافتقار اليه سبحانه، ويشمل الحوقلة التى هي كنز من كنوز جنته جل فى علاه، ويشمل الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التى هي بمعنى الدعاء لله والثناء عليه.
أحبتي فى الله
إننا نحى زمانًا طغت فيه الماديات كثيرًا الجسد وجد فيه كل ما يريد ولكن بقيت الروح تبحث عن غذائها وشرابها ودواءها فكتبت هذه الكلمات لتكون لنا نورا نسير على ضوئها لتنعم الروح كما ينعم الجسد والسعادة الحقيقية فى الدنيا هي السير على وفق ما أراد الله دون افراط أو تفريط قال تعالى {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} قال تعالى {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
اللهم أسعدنا بقربك ومتعنا بحبك وأدخلنا جنتك وتوفنا وأنت راض عنا واحفظ اللهم مصر من كل شر وسائر الأمة الاسلامية والعربية يا رب العالمين.

حياة الروح

حياة الروح

 

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: